{قَوْلُهُ} لأنه مصدر. {الدُّنْيا:} صفة: {الْحَياةِ} مجرور مثله، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر. ({يُشْهِدُ}) مضارع، والفاعل يعود إلى {مِنَ} {اللهَ:} منصوب على التعظيم. {عَلى ما:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {فِي قَلْبِهِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة: ({يُشْهِدُ..}.) إلخ معطوفة على جملة:
{يُعْجِبُكَ..}. إلخ. كذا قيل، والأولى أن تكون في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: وهو يشهد... إلخ، وهذه الجملة الاسمية في محل نصب حال من فاعل: {يُعْجِبُكَ} المستتر، والرابط الواو والضمير، وإنما احتجنا إلى تقدير مبتدأ محذوف؛ لأن الجملة المضارعية المقترنة بالواو لا تقع حالا، قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-في ألفيته: [الرجز]
وذات بدء بمضارع ثبت... حوت ضميرا ومن الواو خلت
وذات واو بعدها انو مبتدا... له المضارع اجعلنّ مسندا
{وَهُوَ:} الواو: حرف عطف. ({هُوَ}): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
{أَلَدُّ:} خبره، وهو مضاف، و {الْخِصامِ} مضاف إليه من إضافة الصفة المشبهة لفاعلها، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الاسمية قبلها، فهي من تعدّد الحال، وهو جملة. وإن اعتبرتها حالا من فاعل: (يشهد) فهي حال متداخلة.
{وَإِذا تَوَلّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ (٢٠٥)}
الشرح: {وَإِذا تَوَلّى:} أدبر، وانصرف من عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وخرج. وانظر الآية رقم [٦٤]. {سَعى فِي الْأَرْضِ:} أي: مشى بقدميه في الأرض؛ ليستعمل مكره، ودهاءه، وإدارة الدّوائر على الإسلام، وأهله. وهذا كان منه بعد إلانة القول، وحلاوة المنطق.
{لِيُفْسِدَ فِيها:} بقطع الأرحام، وسفك دماء المسلمين. {وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ:} الزرع.
{وَالنَّسْلَ:} الحيوانات التي تتوالد. وذلك: أن الأخنس الخبيث، كان بينه وبين بني ثقيف خصومة، فبيّتهم، فأحرق زروعهم، وأهلك مواشيهم؛ التي كانت متروكة في تلك الزروع. وانظر الآية السابقة.
وقيل: المعنى: إذا صار واليا، وملك رقاب الناس؛ سعى في الأرض؛ ليفسد فيها بالظلم، والعدوان، كما يفعل ولاة السوء، والظلمة. وعلى كلّ فالآية عامة في حق كل من كان موصوفا بهذه الصفات في كل زمان، ومكان؛ لأن خصوص السبب، لا يمنع التعميم. {وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ،} أي: لا يرضى بالإيذاء، والضرر، والضرر قرين الشرك بالله.