وشرح: {وَما بَيْنَهُما} في الاية رقم [٧] من سورة (الدخان). {وَأَجَلٍ مُسَمًّى:} يعني يوم القيامة في قول ابن عباس، وغيره، وهو الأجل الذي تنتهي إليه السموات، والأرض. وقيل: إنه هو الأجل المقدور لكل مخلوق. انتهى. قرطبي. {وَالَّذِينَ كَفَرُوا} أي: بالله، وكتابه، ورسوله. {عَمّا أُنْذِرُوا} أي: خوفوا به في القرآن من البعث، والحساب، والجزاء. {مُعْرِضُونَ:} لا يتفكرون فيه، ولا يستعدون لحلوله ووقوعه.
الإعراب: {ما:} نافية. {خَلَقْنَا:} فعل، وفاعل. {السَّماواتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم، والجملة مستأنفة لا محلّ لها.
{وَالْأَرْضَ:} معطوف على ما قبله. {وَما:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على ما قبله. {بَيْنَهُما:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، و (ها): في محل جر بالإضافة، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {إِلاّ:} حرف حصر. {بِالْحَقِّ:}
متعلقان بمحذوف صفة لموصوف محذوف يقع مفعولا مطلقا، التقدير: إلاّ خلقا ملتبسا بالحق.
{وَأَجَلٍ:} معطوف على (الحق). {مُسَمًّى:} صفة: (أجل) مجرور مثله، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والثابتة دليل عليها، وليست عينها. {وَالَّذِينَ:}
الواو: حرف استئناف. (الذين): اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، وجملة:
{كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها. {عَمّا:} جار ومجرور متعلقان ب: {مُعْرِضُونَ} بعدهما، و (ما): تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر ب: (عن)، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: عن الذي، أو: عن شيء أنذروه، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر في محل جر ب: (عن) التقدير: عن إنذارهم. {مُعْرِضُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، والجملة الاسمية: {وَالَّذِينَ..}. إلخ مستأنفة لا محلّ لها.
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ اِئْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤)}
الشرح: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ} أي: أخبروني، والخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم. {ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} أي: ما تعبدون من دون الله، أي: الأصنام. {ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ} أي: أيّ شيء خلقوا في الأرض؛ إن كانوا آلهة؟ {أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ} أي: شركة مع الله في خلق السموات، والأرض. والمعنى:
أخبروني عن حال آلهتكم بعد التأمل فيها، هل يعقل أن يكون لها مدخل في أنفسها، أو في خلق شيء من أجزاء العالم، فتستحق به العبادة، والتعظيم، والتقديس؟ وتخصيص الشرك بالسموات احتراز عما يتوهم: أن للوسائط شركة في إيجاد الحوادث السفلية. انتهى. بيضاوي بتصرف.