ومعنى قوله تعالى:{فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ} إلى منتهى آجالهم، وانظر شرح (الحين) في الآية رقم [٨٨] من سورة (ص).
الإعراب:{فَنَبَذْناهُ:} الفاء: حرف عطف. (نبذناه): فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على جملة (التقمه الحوت) فهي في محل جر مثلها، وعليه ف:(لولا) ومدخولها كلام معترض بين الجملتين المتعاطفتين. وقيل: الجملة معطوفة على جملة محذوفة، التقدير:
أمرنا الحوت بنبذه فنبذه {بِالْعَراءِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من الضمير المنصوب، والجملة الاسمية:{وَهُوَ سَقِيمٌ:} في محل نصب حال من الضمير المنصوب، والرابط: الواو، والضمير. (أنبتنا): فعل، وفاعل. {عَلَيْهِ:} متعلقان به.
{شَجَرَةً:} مفعول به. {مِنْ يَقْطِينٍ:} متعلقان بمحذوف صفة: {شَجَرَةً}. والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {وَأَرْسَلْناهُ:} فعل، وفاعل، ومفعول به. والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها أيضا. {إِلى مِائَةِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. و {مِائَةِ} مضاف، و {أَلْفٍ} مضاف إليه. {أَوْ:} حرف عطف. {يَزِيدُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، وهو لازم هنا لم ينصب مفعولا، والمعنى يفيد أن له مفعولا مطلقا محذوفا، التقدير: يزيدون شيئا قليلا، والجملة الفعلية في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف. التقدير: أو هم يزيدون، والجملة الاسمية هذه معطوفة على الجملة الفعلية قبلها. {فَآمَنُوا:} الفاء: حرف استئناف. (آمنوا):
ماض، وفاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف لدلالة المقام عليه، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، وهي بمنزلة جواب لسؤال مقدر، فكأن سائلا سأل ماذا فعلوا؟ فقيل:
آمنوا بالله وصدقوا يونس، وجملة {وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ:} معطوفة عليها، لا محل لها مثلها.
الشرح:{فَاسْتَفْتِهِمْ:} أي: اسأل أهل مكة، والخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم. {أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ:} قال الزمخشري-رحمه الله تعالى-: الكلام معطوف على مثله في أول السورة، وإن تباعدت بينهما المسافة، أمر رسوله باستفتاء قريش عن وجه إنكار البعث أولا، ثم ساق الكلام موصولا بعضه ببعض، ثم أمره باستفتائهم عن وجه القسمة الضيزى؛ التي قسموها؛ حيث جعلوا لله الإناث، ولأنفسهم الذكور في قولهم: الملائكة بنات الله مع كراهتهم الشديدة لهنّ، ووأدهنّ واستنكافهم من ذكرهنّ.
ولقد ارتكبوا في ذلك ثلاثة أنواع من الكفر: أحدها: التجسيم؛ لأن الولادة مختصة بالأجسام. والثاني: تفضيل أنفسهم على ربهم حين جعلوا، أوضع الجنسين له، وأرفعهما لهم،