ولولا هذا الإعلام من الله تعالى لرسوله؛ لكان ربما أثّر ذلك في قلب بعض من كان في إيمانه ضعف. انتهى. بيضاوي وخازن بتصرف كبير. ووجه النهار: أوله، وسمي وجها؛ لأنّه أحسنه، وأوّل ما يواجه منه، قال لبيد-رضي الله عنه-: [الكامل]
وتضيء في وجه النّهار منيرة... كجمانة البحريّ سلّ نظامها
وفي معلّقته: «في وجه الكلام» وقال آخر: [الكامل]
من كان مسرورا بمقتل مالك... فليأت نسوتنا بوجه نهار
الإعراب: {وَقالَتْ:} الواو: حرف استئناف. ({قالَتْ}): فعل ماض، والتاء للتأنيث.
{طائِفَةٌ:} فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها. {مِنْ أَهْلِ:} متعلقان بمحذوف صفة:
{طائِفَةٌ} و {أَهْلِ:} مضاف، و {الْكِتابِ:} مضاف إليه. {آمِنُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول.
{بِالَّذِي:} جار ومجرور، متعلقان بما قبلهما. {أُنْزِلَ:} فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى: (الذي) وهو العائد، والجملة الفعلية صلته، لا محل لها. {عَلَى الَّذِينَ:}
متعلقان بما قبلهما. {آمِنُوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، والجملة الفعلية صلة الموصول. {وَجْهَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، وهو مضاف، و {النَّهارِ} مضاف إليه. {وَاكْفُرُوا:} فعل أمر، وفاعله، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {آمِنُوا..}. إلخ، فهي في محل نصب مقول القول مثلها. {آخِرَهُ:} ظرف زمان متعلق بما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة. {لَعَلَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمه. {يَرْجِعُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر: (لعلّ)، والجملة الاسمية تعليل للأمر، لا محل لها.
{وَلا تُؤْمِنُوا إِلاّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٧٣)}
الشرح: {وَلا تُؤْمِنُوا إِلاّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ:} هذا متصل بما قبله، وهو من قول اليهود، يقول بعضهم لبعض: ولا تصدقوا إلا من تبع ملّتكم، وهي اليهودية. أو: لا تقرّوا، وتعترفوا بما نقول لكم إلا لأتباعكم في الدين. {قُلْ} هذا خطاب من الله لرسوله صلّى الله عليه وسلّم. {إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ} أي:
إنّ الدين دين الله، والبيان بيانه، هو الذي يهدي من يريد سعادته في الدنيا، والآخرة، بما يقيم له من الآيات البينات، والدلائل القاطعات، والحجج الواضحات، وإن أقمتم أيها اليهود المكايد، والحيل لتضليل المسلمين؛ فإنّ الهداية بيد الله.