للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى «قابيل». {يا وَيْلَتى:} (يا): حرف نداء، وندبة ينوب مناب: أدعو. (ويلتى): منادى منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والمنقلبة ألفا في الندبة، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة. وأصل النداء أن يكون لمن يعقل، وقد ينادى ما لا يعقل مجازا، والمعنى: أيها الويل احضر، فهذا أوان حضورك.

{أَعَجَزْتُ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري. (عجزت): فعل، وفاعل. {أَنْ:} حرف مصدري ونصب. {أَكُونَ:} فعل مضارع ناقص منصوب ب‍: {أَنْ،} واسمه مستتر تقديره: أنا. {مِثْلَ:}

خبر {أَكُونَ} و {مِثْلَ:} مضاف، واسم الإشارة: {هذَا} مبني على السكون في محل جر بالإضافة، والهاء حرف تنبيه لا محلّ له، أو عطف بيان له، وبعضهم يعتبره نعتا له، و {أَنْ} و {أَكُونَ} في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، أو هو منصوب بنزع الخافض.

{فَأُوارِيَ:} الفاء: حرف عطف. (أواري): معطوف على: (أكون) منصوب مثله، وقيل:

الفاء للسببية، والفعل منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعدها، ولا وجه له، والفاعل مستتر تقديره: أنا.

{سَوْأَةَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {أَخِي:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة، والكلام: {يا وَيْلَتى..}. إلخ كلّه في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة لا محلّ لها. {فَأَصْبَحَ مِنَ النّادِمِينَ:} انظر مثلها في الآية السابقة، وهي معطوفة على جملة: (بعث الله...) إلخ. أو هي مستأنفة لا محلّ لها على الاعتبارين.

{مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُنا بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (٣٢)}

الشرح: المناسبة بين هذه الآية وبين ما تقدّم تتجلّى فيما يلي: إنّ اليهود مع علمهم بهذه المبالغة العظيمة في الزّجر عن قتل النّفس؛ أقدموا على قتل الأنبياء، والرّسل، وذلك يدلّ على قساوة قلوبهم، وبعدهم عن الله، عزّ وجل. ولمّا كان الغرض من ذكر هذه القصّة-أي:

المتقدمة-تسلية النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على ما أقدم عليه اليهود من الفتك به، وبأصحابه؛ فتخصيص بني إسرائيل بالذّكر في هذه الآية مناسب للكلام السّابق، وتوكيد للمقصود. والله أعلم. انتهى.

خازن. بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>