للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٢٤] من سورة (البقرة). واليمين أيضا: اليد اليمنى، وتجمع أيضا على: أيمان، كما في قوله تعالى: {أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ} وهو كثير في القرآن الكريم. هذا؛ ويقرأ بكسر الهمزة. والإيمان الصحيح هو الإقرار باللسان، والتصديق بالجنان، والعمل بالأركان. ولما سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الإيمان. قال: «الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الاخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى». والإيمان يزيد وينقص على المعتمد، كما رأيت في الاية رقم [٢] من سورة (الأنفال)، وله شعب كثيرة، وفروع عديدة، وهي سبع وسبعون شعبة، أعلاها: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. ولا يجمع بهذا المعنى؛ لأنه مصدر، بخلاف ما تقدم.

هذا؛ وصد يصد يأتي بمعنى: يمنع، ويصرف، وهو ما في هذه الاية، وهو بضم الصاد، ويأتي بمعنى: يعرض، ويميل، ومنه قوله تعالى: {رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً} رقم [٦٨] من سورة (النساء)، وهو بهذا المعنى يأتي بضم الصاد، وكسرها، كما يأتي بمعنى:

يضجون فرحا، ومنه قوله تعالى في سورة (الزخرف) رقم [٥٧]: {وَلَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}.

الإعراب: {اِتَّخَذُوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق. {أَيْمانَهُمْ:} مفعول به أول، والهاء في محل جر بالإضافة. {جُنَّةً:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية مفسرة لقوله: {ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ،} أو هي بدل منها؛ لأنك لو طرحت الأولى لا يخل بالمعنى طرحها. {فَصَدُّوا:} الفاء:

حرف عطف. (صدوا): ماض، وفاعله، ومفعوله محذوف التقدير: صدوا الناس، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {عَنْ سَبِيلِ:} متعلقان بما قبلهما، و {سَبِيلِ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {فَلَهُمْ:} (الفاء): حرف عطف، وتعقيب. (لهم): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {عَذابٌ:} مبتدأ مؤخر. {مُهِينٌ:} صفة {عَذابٌ،} والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها.

{لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً أُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (١٧)}

الشرح: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ} أي: لن تنفعهم أموالهم، ولا أولادهم في الاخرة، ولن تدفع عنهم شيئا من عذاب الله. وقدم الله ذكر الأموال في هذه الاية، وكثير غيرها على الأولاد؛ لأنها أول عدة يفزع إليها عند نزول الخطوب، ولأن المال شقيق الروح، فقد يفرط الإنسان بروحه في سبيل الدفاع عن ماله، وقد يبيع شرفه، ومروءته، وكرامته في سبيل تحصيل المال، وقد يسبب له جمع المال العذاب الأليم في نار الجحيم، ولا سيما في هذا الزمن الذي صار الإنسان لا يبالي ما أخذ: من حلال، أو من حرام. {أُولئِكَ:} إشارة إلى المنافقين الموصوفين

<<  <  ج: ص:  >  >>