للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا..}. إلخ: انظر مثل هذا في الآية رقم [١٠] جملا وإفرادا. {الْمُسْتَقْدِمِينَ:}

مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وفاعله مستتر فيه. {مِنْكُمْ:} متعلقان ب‍: {الْمُسْتَقْدِمِينَ} وقيل: متعلقان بمحذوف حال، ولا وجه له، وحذف مثلهما من {الْمُسْتَأْخِرِينَ}.

{وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (٢٥)}

الشرح: {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ:} يخرجهم من قبورهم، ويجمعهم للحساب لا محالة، وتوسيط الضمير للدلالة على أنه القادر المتولي لحشرهم لا غير، وتصدير الجملة ب‍: (إنّ) لتحقيق الوعد، والتنبيه على أن ما سبق من الدلالة على كمال قدرته، وعلمه بتفاصيل الأشياء، يدل على صحة الحكم، كما صرح به بقوله: {إِنَّهُ حَكِيمٌ} أي: باهر الحكمة متقن في أعماله، لا يفعل إلا ما فيه حكمة، أو على وفقها. {عَلِيمٌ} قد وسع علمه كل شيء، ويعلم ما كان وما سيكون، ويعلم من سبقت له العناية الأزلية بالسعادة الأبدية، فيوفقه لعملها.

الإعراب: {وَإِنَّ:} الواو: حرف استئناف، (إن): حرف مشبه بالفعل. {رَبَّكَ:} اسم (إنّ)، والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {هُوَ:}

ضمير منفصل مؤكد لاسم (إنّ) على المحل. {يَحْشُرُهُمْ:} مضارع، والفاعل يعود إلى {رَبَّكَ،} والهاء مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ). هذا؛ وإن اعتبرت الضمير مبتدأ؛ فتكون الجملة الفعلية خبره، وعليه فالجملة الاسمية في محل رفع خبر (إنّ) والجملة الاسمية:

{وَإِنَّ رَبَّكَ..}. إلخ مستأنفة. {إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمه. {حَكِيمٌ عَلِيمٌ} خبران ل‍: (إنّ)، والجملة الاسمية مؤكدة لسابقتها لا محل لها مثلها.

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٦)}

الشرح: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ:} يعني آدم عليه السّلام في قول جميع المفسرين، سمي إنسانا؛ لظهوره وإدراك البصر إياه. وقيل: من النسيان؛ لأنه عهد إليه فنسي. {مِنْ صَلْصالٍ:}

يعني من الطين اليابس الذي إذا نقرته سمعت له صلصلة، يعني صوتا وهو غير مطبوخ، وإذا طبخ فهو فخار، وقد ضعّفت فيه الصاد واللام، وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-هو الطين الحر الطيب، الذي إذا نضب عنه الماء تشقق، فإذا حرّك تقعقع. وقال مجاهد: هو الطين المنتن، واختاره الكسائي. {مِنْ حَمَإٍ:} يعني من طين أسود. {مَسْنُونٍ:} متغير، وقال أبو عبيدة: هو المصبوب. قال ابن عباس: هو التراب المبتل المنتن، جعل صلصالا كالفخار.

والجمع بين هذه الأقاويل على ما ذكره بعضهم: أن الله سبحانه وتعالى، لما أراد خلق آدم عليه السّلام؛ قبض قبضة من تراب الأرض، فبلها بالماء حتى اسودت، وأنتن ريحها، وتغيرت،

<<  <  ج: ص:  >  >>