العير حالكم حال السراق، وقيل: إن معنى الكلام الاستفهام، المعنى: أيتها العير أإنكم لسارقون؟ والغرض ألا يعزى الكذب إلى يوسف عليه السّلام، وقيل: غير ذلك.
الإعراب:{فَلَمّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ}: انظر الآية رقم [٥٩]. {جَعَلَ}: ماض، والفاعل يعود إلى يوسف، والمراد جنوده. {السِّقايَةَ}: مفعول به. {فِي رَحْلِ}: متعلقان بالفعل {جَعَلَ} وهما في محل نصب مفعول به ثان، و {رَحْلِ}: مضاف، و {أَخِيهِ}: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة:
{جَعَلَ..}. إلخ جواب (لمّا) لا محل لها، هذا؛ وقال البيضاوي: وقرئ: «(وجعل)» على حذف جواب (لمّا)، التقدير: أمهلهم حتى انطلقوا، ولم أره لغيره، و (لمّا) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. {ثُمَّ}: حرف عطف. {أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ}: فعل وفاعل. أيتها: منادى نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب بأداة نداء محذوفة، و (ها): حرف تنبيه لا محل لها، أقحم للتوكيد، وهو عوض عن المضاف إليه. {الْعِيرُ}: بدل من أية، أو عطف بيان عليه، وانظر الآية رقم [٨٨] الآتية {إِنَّكُمْ}: حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمها. {لَسارِقُونَ}: اللام: هي المزحلقة.
(سارقون) خبر (إن) مرفوع وعلامة رفعه الواو... إلخ هذا؛ والجملتان: الندائية والاسمية في محل نصب مفعول به للفعل {أَذَّنَ} لأنه بمعنى نادى؛ وهو أولى من تقدير فعل محذوف، وجملة:{أَذَّنَ..}. إلخ معطوفة على جواب (لمّا) لا محل لها على الاعتبارين فيه.
الشرح:{قالُوا} أي: إخوة يوسف. {وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ}: قال أصحاب الأخبار: لما وصل رسل الملك إليهم قالوا لهم موبخين: ألم نكرمكم، ونوف إليكم الكيل، ونفعل بكم ما لم نفعل بغيركم؟ قالوا بلى! وما ذاك، قالوا: فقدنا سقاية الملك. هذا؛ والفقد: غيبة الشيء عن الحس، بحيث لا يعرف مكانه.
الإعراب:{قالُوا}: ماض وفاعله، والألف للتفريق. {وَأَقْبَلُوا}: الواو: واو الحال. (أقبلوا) فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير، وهي على تقدير (قد) قبلها. {عَلَيْهِمْ}: متعلقان بما قبلهما. {ماذا} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، و (ذا): اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبره.
{تَفْقِدُونَ}: مضارع وفاعله، وهو يقرأ بفتح التاء، وضمها أيضا من: أفقدته: إذا وجدته فقيدا، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها، والعائد محذوف؛ إذ التقدير: ما الذي تفقدونه، هذا؛ ويجوز اعتبار {ماذا} اسم استفهام مركبا مبنيا على السكون في محل نصب مفعول به تقدم على عامله، والجملة سواء أكانت اسمية، أم فعلية في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالُوا..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.