للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَجَزاهُمْ:} الواو: حرف عطف. (جزاهم): فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى (الله)، والهاء مفعول به أول. {بِما:} الباء: حرف جر. (ما):

مصدرية. {صَبَرُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، انظر الشرح، و (ما) والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار، والمجرور متعلقان بما قبلهما. {جَنَّةً:} مفعول به ثان. {(حَرِيراً):} معطوف على ما قبله، والجملة الفعلية (جزاهم...) إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.

{مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (١٣)}

الشرح: {مُتَّكِئِينَ} أي: مضطجعين، أو متربعين. وفي القاموس: توكأ عليه: تحامل، واعتمد. واتكأ: جعل له متكأ، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: «أمّا أنا فلا آكل متكئا». أي: جالسا جلوس المتمكن المتربع، ونحوه من الهيئات المستدعية لكثرة الأكل، بل كان جلوسه صلّى الله عليه وسلّم للأكل مستوفزا مقعيا غير متربع ولا متمكن، وليس المراد الميل على شق، كما يظنه عوام الطلبة. هذا؛ وأصل متكئين: موتكئين، واتكأ أصله: اوتكأ، والتكأة أصلها: التّوكأة، فقلبت الواو تاء، وأدغمت في التاء. هذا؛ و {الْأَرائِكِ} السرر في الحجال، واحدها: أريكة، مثل: سفينة وسفائن، والمراد بها: نحو القبة تغلق على السرير، وتزين بها العروس. قال الشاعر: [الطويل]

كأنّ احمرار الورد فوق غصونه... بوقت الضحى في روضة المتضاحك

خدود عذارى قد خجلن من الحيا... تهادين بالرّيحان فوق الأرائك

وقيل: الأريكة لا تكون إلا في حجلة على سرير، وإلا؛ فهي وسادة. قال ذو الرمة: [الطويل]

خدود جنت في الليل حتّى كأنّما... يباشرن بالمعزاء مسّ الأرائك

{لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً} أي: لا يرون في الجنة شدة حر كحر الشمس، ولا بردا مفرطا كبرد الدنيا. قال الأعشى: [المتقارب]

منعّمة طفلة كالمها... ة لم تر شمسا ولا زمهريرا

وعن أبي صالح عن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اشتكت النّار إلى ربّها عز وجلّ. قالت: يا ربّ! أكل بعضي بعضا. فجعل لها نفسين: نفسا في الشتاء، ونفسا في الصيف، فشدّة ما تجدون من البرد من زمهريرها، وشدّة ما تجدون من الحرّ في الصّيف من سمومها». أخرجه الشيخان والترمذي مع اختلاف في بعض الألفاظ. وعن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «إن هواء الجنة سجسج، لا حرّ، ولا برد». والسجسج الظل الممتد، كما بين طلوع الفجر، وطلوع الشمس.

<<  <  ج: ص:  >  >>