للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {شِرْكٌ:} مبتدأ مؤخر. {فِي السَّماواتِ:} متعلقان بمحذوف صفة:

{شِرْكٌ،} والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مثلها. {اِئْتُونِي:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به. {بِكِتابٍ:}

متعلقان بما قبلهما. {مِنْ قَبْلِ:} متعلقان بمحذوف صفة «كتاب»، و {قَبْلِ} مضاف، و {هذا} اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة، والهاء حرف تنبيه لا محلّ له. {أَوْ:}

حرف عطف. {أَثارَةٍ:} معطوف على «كتاب». {مِنْ عِلْمٍ:} متعلقان بمحذوف صفة:

{أَثارَةٍ}. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {صادِقِينَ:} خبر: (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه. هذا؛ والاية بكاملها في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة لا محلّ لها.

{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ (٥)}

الشرح: {وَمَنْ أَضَلُّ} أي: لا أحد أضل، وأجهل. {مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ..}. إلخ: قال البيضاوي: إنكار أن يكون أحد أضل من المشركين؛ حيث تركوا عبادة السميع المجيب القادر الخبير إلى عبادة من لا يستجيب لهم لو سمع دعاءهم فضلا أن يعلم سرائرهم، ويراعي مصالحهم. {إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ:} إلى انتهاء الدنيا، وقيام الساعة، وهو اليوم الذي يحاسب الله الناس فيه على أعمالهم. {وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ:} لا يستجيبون لهم؛ لأنهم إما جمادات، وإما عباد مسخرون مشتغلون بأحوالهم. هذا؛ وقد روعي لفظ (من) برجوع الفاعل إليها، ومعناها بجمع الضمير بقوله: {وَهُمْ..}. إلخ. هذا؛ ووصفهم بترك الاستجابة، والغفلة طريقه طريق التهكم بها، وبعبدتها. ونحوه قوله تعالى في سورة (فاطر) رقم [١٤]: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} انتهى.

كشاف، وانظر تبرؤ إبليس من أتباعه في سورة (إبراهيم)، وسورة (ق) إن كنت من أهل القرآن.

هذا؛ وإنما جمع الأصنام، والمعبودات الباطلة جمع المذكر السالم؛ لأن الكفار كانوا يخاطبونها مخاطبة العقلاء، فنزلت منزلتهم في الكلام، وهذا كثير في القرآن، وقد ذكرته في محاله مرارا. والعرب تجمع ما لا يعقل جمع من يعقل؛ إذا عاملوه معاملته، وأنزلوه منزلته، وإن كان خارجا عن الأصل، كما يستعمل له «من» التي هي للعاقل؛ لما ذكر من السبب، قال تعالى في سورة (الزمر) رقم [٤٣]: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ شُفَعاءَ قُلْ أَوَلَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ} وهو كثير في الشعر العربي.

<<  <  ج: ص:  >  >>