للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبتدأ، و (نا): في محل جر بالإضافة. {خَزائِنُهُ:} فاعل بالظرف لاعتماده على النفي، والهاء في محل جر بالإضافة. هذا؛ ويجوز اعتبار الظرف متعلقا بمحذوف خبر مقدم و {خَزائِنُهُ} مبتدأ مؤخر، وتكون الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَإِنْ مِنْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {وَما:} الواو: واو الحال. وقيل: عاطفة، والأول: أقوى لتخالف الجملتين بالاسمية والفعلية. (ما): نافية. {نُنَزِّلُهُ:} مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «نحن»، والهاء مفعول به؛ {إِلاّ:} حرف حصر. {بِقَدَرٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من الضمير المنصوب. {مَعْلُومٍ:} صفة (قدر)، والجملة الفعلية: {وَما نُنَزِّلُهُ..}.

إلخ في محل نصب حال من الضمير المجرور بالإضافة، والرابط: الواو، والضمير، وساغ مجيء الحال من المضاف إليه؛ لأنه كجزئه لملابسته له، قال ابن مالك رحمه الله تعالى في ألفيته: [الرجز]

ولا تجز حالا من المضاف له... إلاّ إذا اقتضى المضاف عمله

أو كان جزء ما له أضيفا... أو مثل جزئه فلا تحيفا

{وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ (٢٢)}

الشرح: {وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ} أي: حوامل؛ لأنها تحمل الماء، والتراب، والسحاب، والخير، والنفع، وهي جمع: لاقح، وقال الأزهري: وجعل الريح لاقحا؛ لأنها تحمل السحاب؛ أي: تنقله، وتصرفه، ثم تمريه، فتستدره؛ أي: تنزله، قال تعالى: {حَتّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً} الآية رقم [٥٦] من سورة (الأعراف)، فقد شبه سبحانه الريح التي جاءت بخير من إنشاء سحاب ماطر بالحامل، كما شبه ما لا يكون كذلك بالعقيم، أو الرياح ملقحات للسحاب والشجر والنبات وعليه فهي جمع ملقح؛ لأنه من ألقح يلقح، فهو ملقح، فجمعه ملاقح، فحذفت الميم تخفيفا لظهور المعنى، ومثله الطوائح، والأصل المطاوح، وقال الفراء: اللواقح جمع: لاقح على النسب كلابن وتامر؛ أي: ذات لقاح، وفي الكلام استعارة لا تخفى. {فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ} أي: جعلنا الماء النازل من السحاب لسقياكم، ولسقي مواشيكم وأرضكم. {وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ} أي: لستم بخازنين للمطر، وإنما هو مخزون عند الله، فهو الذي ينزله إذا شاء، ويمسكه إذا شاء، قال تعالى: {وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ} الآية [١٨] من سورة (المؤمنون). هذا و «السماء» يذكر، ويؤنث، و «السماء» كل ما علاك، فأظلك، ومنه قيل لسقف البيت: سماء، و «السماء» المطر، يقال: ما زلنا نطأ السماء؛ حتى أتيناكم، قال معاوية بن مالك: [الوافر]

إذا نزل السّماء بأرض قوم... رعيناه وإن كانوا غضابا

<<  <  ج: ص:  >  >>