للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رفع خبره، وجملة: {يُنْفِقُونَ:} صلته، والعائد محذوف، التقدير: ما الذي ينفقونه؟. هذا، ويجوز اعتبار: {ماذا} اسم استفهام مركبا، وفي إعرابه وجهان: اعتباره مفعولا متعدّيا للفعل بعده، واعتباره مبتدأ، والجملة الفعلية بعده خبره، والرابط محذوف، وهو مفعول الفعل المحذوف. وسواء أكانت الجملة اسمية، أم فعلية، فهي في محل نصب مفعول به ثان للفعل قبلها. وجملة: {يَسْئَلُونَكَ..}. إلخ مستأنفة.

{قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: أنت. {ما:} اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به لفعل شرطه. {أَنْفَقْتُمْ:} فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء فاعله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية. {مِنْ خَيْرٍ:} متعلقان بمحذوف حال من: {ما،} و {مِنْ} بيان لما أبهم فيها. {فَلِلْوالِدَيْنِ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (للوالدين): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: فمصرفه للوالدين. والجملة الاسمية هذه في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدّسوقي يقول:

لا محل لها. هذا؛ وإن اعتبرت: {ما} اسما موصولا؛ فهي مبتدأ، والجملة الفعلية بعده صلته، والعائد محذوف، التقدير: الذي أنفقتموه، ويكون: {مِنْ خَيْرٍ} متعلقين بمحذوف حال من هذا المحذوف، ويكون: (للوالدين) متعلقين بمحذوف خبر المبتدأ، واقترن بالفاء؛ لأنّ الموصول يشبه الشرط في العموم، ورجّح الأول لمناسبة الجملة الثانية؛ إذ لا يصح فيها الاعتبار الثاني.

تأمّل، وعلى كلّ فالجملة: {ما أَنْفَقْتُمْ..}. إلخ سواء أكانت اسمية، أم فعلية، فهي في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

{وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} هذه الأسماء معطوفة على (الوالدين) مجرورة مثله، وعلامة الجر في الأول الياء، وفي الثاني كسرة مقدرة على الألف للتعذر، وفي الأخيرين الكسرة الظاهرة، و ({اِبْنِ}): مضاف، و {السَّبِيلِ:} مضاف إليه، وإعراب الجملة: ({ما تَفْعَلُوا..}.) إلخ لا يخفى عليك بعد إعراب ما تقدّم، و (ما) لا يجوز فيها إلا الشرطية، والجملة الاسمية: {فَإِنَّ اللهَ..}. إلخ في محلّ جزم جواب الشرط عند الجمهور، و (ما) ومدخولها كلام معطوف على ما قبله، فهي في محل نصب مقول القول مثلهنّ، والجار والمجرور: {بِهِ} متعلقان ب‍ {عَلِيمٌ} بعده، تأمل، وتدبر، وربك أعظم، وأجل، وأكرم.

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٢١٦)}

الشرح: مناسبة الآية، والتي بعدها: لمّا ذكر الله تعالى في الآيات السابقة: أنّ النّاس فريقان: فريق يسعى في الأرض فسادا، ويضلّ الناس بخلابة لسانه، وقوّة بيانه، وحلاوة كلامه.

<<  <  ج: ص:  >  >>