هذا؛ ويقرأ:{يَهْدِ قَلْبَهُ} وهي قراءة العامة، وقرئ: «(يهد قلبه)» بالبناء للمجهول، ورفع «(قلبه)»، وقرئ «(نهد قلبه)»، وقرئ: «(يهدأ قلبه)» والقراآت الثلاث فوق السبعة. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{ما:} نافية. {أَصابَ:} فعل ماض. {مِنْ:} حرف جر صلة. {مُصِيبَةٍ:}
فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والمفعول محذوف، التقدير: ما أصاب مصيبة أحدكم، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {إِلاّ:} حرف حصر. {بِإِذْنِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال مستثنى من عموم الأحوال، التقدير: ما أصاب أحدكم مصيبة في حال من الأحوال؛ إلا كائنة بإذن، و (إذن) مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله. {وَمَنْ:}(الواو): حرف استئناف.
(من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يُؤْمِنْ:} فعل مضارع فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (من). {بِاللهِ:} متعلقان بما قبلهما. {يَهْدِ:} فعل مضارع جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل يعود إلى (الله). {قَلْبَهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، والإعراب واضح على القراآت الأخر، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء ولا ب:«إذا» الفجائية، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه كما رأيت في الاية رقم [٩]. والجملة الاسمية:(من يؤمن...) إلخ مستأنفة، لا محل لها. {وَاللهُ:}(الواو):
حرف استئناف. (الله): مبتدأ. {بِكُلِّ:} متعلقان ب: {عَلِيمٌ} بعدهما. و (كل): مضاف.
{شَيْءٍ:} مضاف إليه. {عَلِيمٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{وَأَطِيعُوا اللهَ} أي: فيما أمر به، وفيما نهى عنه. {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ:} في العمل بسنته، والاهتداء بهديه، والاقتداء به، وينبغي أن يكون ذلك في جميع الأوقات، ولا تشغلكم المصائب عن الاشتغال بطاعة الله، وطاعة رسوله، والعمل بكتاب الله، وبسنة رسوله، وقد يقال: كيف يستمر العبد على طاعة الله، وطاعة رسوله حال المصيبة؛ وهي مما يصعب على العبد دفعه؟ والجواب: بأن الإيمان بالواحدانية، وبأن الكل من عند الله يقتضي التوكل عليه في دفع المضار والمصائب، وهو ما تفيده الاية الكريمة التالية. {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ:} أعرضتم عن الإيمان بالله، وطاعته، وطاعة رسوله فإن ذلك يعود عليكم بالضرر، والأذى، ولا يضر الله، ورسوله شيئا، والرسول لم يكلف إلا تبليغكم ما أنزل إليه من ربه، وإعراضكم عنه لا يضره شيئا، وفي سورة (المائدة) رقم [٩٢] قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ}.