«دخلوا» في الآية رقم [٥٢] من سورة (الحجر). {يا ذَا الْقَرْنَيْنِ:} انظر الآية رقم [٨٦]. {إِنَّ:}
حرف مشبه بالفعل. {يَأْجُوجَ:} اسم (إنّ). {وَمَأْجُوجَ:} معطوف عليه. {مُفْسِدُونَ:} خبر {إِنَّ} مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وفاعله مستتر فيه. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان ب: {مُفْسِدُونَ}. {فَهَلْ:} الفاء: حرف استئناف. (هل): حرف استفهام، وتأدب، وتلطف هنا. {نَجْعَلُ:} مضارع، والفاعل مستتر تقديره:«نحن». {لَكَ:} متعلقان بما قبلهما، أو هما مفعوله الثاني: تقدم على الأول.
{خَرْجاً:} مفعول به. {عَلى:} حرف جر. {إِنَّ:} حرف مصدري، ونصب. {تَجْعَلَ:} مضارع منصوب ب: {إِنَّ} والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {بَيْنَنا:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، أو هو متعلق بمحذوف حال من {سَدًّا} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا على القاعدة:«نعت النكرة إذا تقدم عليها صار حالا» و (نا): في محل جر بالإضافة. {وَبَيْنَهُمْ:} معطوف على ما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة. {سَدًّا:} مفعول به. هذا؛ و {إِنَّ} والمضارع في تأويل مصدر في محل جر ب: {عَلى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل {تَجْعَلَ}. وقيل: متعلقان بمحذوف صفة {خَرْجاً}. هذا؛ والجمل في الآية كلها في محل نصب مقول القول، وجملة:
الشرح:{قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ:} المعنى قال لهم ذو القرنين: ما بسطه الله تعالى لي من القدرة، والملك خير من خرجكم، وأموالكم، ولكن أعينوني بقوة الأبدان؛ أي: برجال، وعمل منكم بالأبدان، والآلة التي أبني بها السد، وهذا تأييد من الله تعالى لذي القرنين في هذه المحاورة، فإن القوم لو جمعوا له خرجا لم يعنه أحد، ولوكلوه إلى البنيان، ومعونته بأنفسهم أجمل به، وأسرع في انقضاء العمل، وربما أربى ما ذكر على الخرج. انتهى. قرطبي.
وقال أيضا: في هذه الآية دليل على أنّ الملك فرض عليه أن يقوم بحماية الخلق في حفظ بيضتهم وسدّ فرجتهم، وإصلاح ثغورهم من أموالهم التي تفيء عليهم، وحقوقهم التي تجمعها خزانتهم تحت يده، ونظره، حتى لو أكلتها الحقوق، وأنفذتهم المؤن؛ لكان عليهم جبر ذلك من أموالهم، وعليه حسن النظر لهم، وذلك بثلاثة شروط: الأول: أن لا يستأثر عليهم بشيء، الثاني: أن يبدأ بأهل الحاجة منهم. الثالث: أن يسوي في العطاء بينهم على قدر منازلهم. انتهى. باختصار.