للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصب يقع بدلا من (إبراهيم) على نصبه، فهو بدل اشتمال، ومفعول به لفعل محذوف على رفع (إبراهيم)، التقدير: اذكر وقت قال... إلخ. {قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (إبراهيم)، تقديره: «هو». {لِقَوْمِهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء ضمير متصل، في محل جر بالإضافة. {اُعْبُدُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعله، والألف للتفريق. {اللهَ:} منصوب على التعظيم، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَاتَّقُوهُ:} معطوفة عليها، فهي مثلها في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ: في محل جر بإضافة {إِذْ} إليها، والكلام معطوف على ما قبله على نصب (إبراهيم)، ومستأنف على رفعه. {ذلِكُمْ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محل له، والميم حرف دال على جماعة الذكور.

{خَيْرٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {ذلِكُمْ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {خَيْرٌ}. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {تَعْلَمُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون... إلخ، والواو فاعله، ومفعوله محذوف للتعميم، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان)، وجملة: {كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، التقدير: إن كنتم تعلمون فذلكم خير لكم.

أو: «فاعبدوا الله...» إلخ، وهذه الجملة الشرطية مستأنفة، لا محل لها.

{إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاُعْبُدُوهُ وَاُشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١٧)}

الشرح: {إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً:} أصناما. قال أبو عبيدة: الصنم: ما يتخذ من ذهب، أو فضة، أو نحاس. والوثن: ما يتخذ من جصّ، أو حجارة. وقال الجوهري: الوثن:

الصنم، والجمع: وثن، وأوثان، مثل: أسد، وآساد. انتهى. قرطبي. هذا؛ وقد حكى الله عن إبراهيم في سورة (الأنبياء) قوله: {ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ}. وفسرت هناك بالأصنام المصورة على صورة السباع، أو الطيور، أو الإنسان، وحكى الله عنه قوله في السورة المسماة باسمه: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ}. والأصنام، والتماثيل، والأوثان كلها بمعنى واحد، وتصنع من خشب، أو ذهب، أو فضة، أو نحاس، وذلك تبع لقدرة العابد، وغناه، وكانت العرب، وغيرهم من الوثنيين يعبدونها، والنصارى تنصب الصليب، وتعبده، وتعظمه، فهو كالتمثال أيضا، قال عدي بن حاتم الطائي-رضي الله عنه-: أتيت النبي صلّى الله عليه وسلّم، وفي عنقي صليب

<<  <  ج: ص:  >  >>