للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للتفريق. {بِما:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة.

{آتاكُمْ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى (الله)، والكاف مفعول به أول، والجملة الفعلية صلة (ما)، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، وهو المفعول الثاني؛ إذ التقدير: بالذي، أو بشيء آتاكموه الله.

{وَاللهُ:} (الواو): حرف استئناف. (الله): مبتدأ. {لِكَيْلا:} نافية. {يُحِبُّ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى الله. {كُلَّ:} مفعول به، وهو مضاف، و {مُخْتالٍ:} مضاف إليه، وهو صفة لموصوف محذوف. {فَخُورٍ:} صفة ثانية، وجملة: {لا يُحِبُّ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية (الله...) إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٢٤)}

الشرح: (البخل) هو منع المال، وإمساكه عن التصدق به في وجوه الخير، وشر البخلاء الذي يكون بخيلا، وينهى الناس عن الإنفاق، ويحثهم على الإمساك. وفي القرطبي: قيل: أراد رؤساء اليهود الذين يبخلون ببيان صفة النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ التي في كتبهم، لئلا يؤمن به الناس، فتذهب مأكلتهم. قاله السدي، والكلبي. وقال سعيد بن جبير-رحمه الله تعالى-: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} يعني: بالعلم {وَيَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبُخْلِ} أي: بألا يعلّموا الناس شيئا. انتهى.

أقول: والتي نزلت في حق اليهود صراحة قوله تعالى في سورة (النساء) رقم [٣٧]: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ}.

{وَمَنْ يَتَوَلَّ} أي: يعرض عن الإيمان، وعن أمر الله، وطاعته في إنفاق المال في وجوهه المشروعة، ولا سيما المفروض منه، كزكاة، وكفارة، ومن تعليم العلم، ومن نشره، وإذاعة أوصاف النبي صلّى الله عليه وسلّم. {فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ:} عن عباده غير محتاج إليهم في شيء. {الْحَمِيدُ:}

المحمود بكل لسان، الممجد في كل مكان على كل حال، وهو مستحق للحمد في ذاته، تحمده الملائكة، وتنطق بحمده ذرات المخلوقات.

هذا؛ والبخل على أنواع: البخل قد يكون من الإنسان على أولاده، وزوجه، فهو في سعة، ويقتر عليهم؛ بينما يبذر على نفسه وعلى أصحابه في المعاصي والمنكرات، وقد يبخل الإنسان على نفسه، ويسخو على أولاده، وزوجه، وهذا نوع آخر من البخل. والبخل قد يكون بما فرض الله على الإنسان من زكاة، وكفارة، ونذر، ونحو ذلك. وهذا مذموم، ولا سيما إذا كان ينفق المال في الشهوات الدنيئة. وخذ ما يلي:

<<  <  ج: ص:  >  >>