ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {أَيْمانٌ} مقدم. {لَما:} (اللام): لام الابتداء. (ما): اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم {أَيْمانٌ} مؤخر، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها، والعائد محذوف، التقدير: إن لكم للذي تحكمونه، والجملة الاسمية هذه جواب {أَيْمانٌ؛} لأنه بمعنى القسم، لا محل لها.
{سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ (٤٠) أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (٤١)}
الشرح: {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ} أي: اسأل يا محمد هؤلاء المتقولين بأن لهم في الآخرة مثل ما للمؤمنين من النعيم المقيم، والعزة، والكرامة: أي واحد كافل لهم ذلك الذي يتمنونه؟! و {زَعِيمٌ} بمعنى: كفيل، وضامن. وقد جاء اللفظ في سورة (يوسف) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام رقم [٧٢]: {قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ}.
{أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ} أي: لهم ناس يشاركونهم في هذا القول، ويذهبون مذهبهم فيه. وقيل:
المعنى: ألهم شهداء يشهدون بصدق ما ادعوه؟! وفيه نوع من السخرية، والتهكم بهم، حيث يحكمون بأمور خارجة عن العقول، ويرفضها المنطق، وتأباها العدالة الإلهية. {فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ:}
يشهدون على ما زعموا. فهذا أمر تعجيز؛ لأن أحدا لا يسلم لهم هذا، ولا يساعدهم عليه، كما أنه لا كتاب لهم ينطق به، ولا عهد لهم به، ولا كفيل يضمن لهم ما ادعوه.
قال البيضاوي-رحمه الله تعالى-: وقد نبه الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات على نفي جميع ما يمكن أن يتشبثوا به من عقل، أو نقل يدل عليه الاستحقاق، أو وعد، أو محض تقليد على الترتيب، تنبيها على مراتب النظر، وتزييفا لما لا سند له. انتهى.
الإعراب: {سَلْهُمْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت»، والهاء مفعول به أول.
{أَيُّهُمْ:} اسم استفهام مبتدأ، والهاء في محل جر بالإضافة. {بِذلِكَ:} جار ومجرور متعلقان ب: {زَعِيمٌ} بعدهما، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محل لها. {زَعِيمٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب سدت مسد المفعول الثاني ل: (سل) المعلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام، والجملة الفعلية: {سَلْهُمْ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها مبتدأة، أو مستأنفة.
{أَمْ:} حرف عطف بمعنى بل، وهمزة الاستفهام. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {شُرَكاءُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها من جمل.
{فَلْيَأْتُوا:} (الفاء): هي الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر. (اللام): لام الأمر، (يأتوا): فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، التقدير: وإذا كان لهم شركاء؛ فليأتوا... إلخ. {بِشُرَكائِهِمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر