للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: فعمله لنفسه، وهو قول ابن هشام في المغني، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة سواء أكانت فعلية أم اسمية في محل جزم جواب الشرط، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، والمعتمد أنه جملتا الشرط والجواب. هذا؛ وإن اعتبرت (من) اسما موصولا فجملة: {عَمِلَ صالِحاً:} صلته، والجملة الثانية خبره، ودخلت الفاء في الخبر لشبه الموصول بالشرط في العموم، والجملة الاسمية على الاعتبارين مستأنفة، لا محل لها، وجملة:

{وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها:} معطوفة عليها، وإعرابها مثلها بلا فارق، وهذه الآية مذكورة في سورة (الجاثية) برقم [١٤] هذا؛ ولا تنس المطابقة بين الجملتين المتعاطفتين.

{وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما) نافية حجازية تعمل عمل «ليس». {رَبُّكَ:} اسم (ما)، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {بِظَلاّمٍ:}

الباء: حرف جر صلة. (ظلاّم) خبر (ما) منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. وفاعله مستتر فيه. {لِلْعَبِيدِ:} متعلقان بظلام، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. وقيل في محل نصب حال وضعفه ظاهر.

{إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنّاكَ ما مِنّا مِنْ شَهِيدٍ (٤٧)}

الشرح: {إِلَيْهِ:} إلى الله تعالى. {يُرَدُّ عِلْمُ السّاعَةِ} أي: علم قيامها، ووقوعها؛ بمعنى:

إذا سأل عنها سائل؛ قيل له: لا يعلم وقت قيام الساعة إلا الله تعالى، ولا سبيل للخلق إلى معرفة ذلك، كما قال سيد البشر صلّى الله عليه وسلّم لجبريل عليه السّلام حين سأله عن الساعة: «ما المسؤول عنها بأعلم من السّائل» وكما قال تعالى: {إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها} سورة (النازعات)، وكما قال في آخر سورة (لقمان): {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ..}. إلخ.

{وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها} أي: من أوعيتها، فالأكمام: أوعية الثمرة، واحدها: كمة، وهي كل ظرف لمال، أو غيره. وضبطه الزمخشري بكسر الكاف، وهو ما يغطي الثمرة من الزهر، وقال الراغب: الكم ما يغطي اليد من القميص، وما يغطي الثمرة، وجمعه: أكمام، فهذا يدلّ على أنّه مضموم الكاف؛ إذ جعله مشتركا بين كمّ القميص، وكمّ الثمرة، ولا خلاف في كمّ القميص أنّه بالضم، فيجوز أن يكون في وعاء الثمرة لغتان دون كمّ القميص جمعا بين قوليهما. انتهى. جمل.

{وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ} أي: إلاّ مقرونا بعلمه، واقعا حسب تعلّقه به.

انتهى. بيضاوي. وفي الخازن: أي: يعلم قدر أيام الحمل، وساعاته، ومتى يكون الوضع، وذكر الحمل هو أم أنثى، ولونه. ومعنى الآية: كما يرد إليه علم الساعة؛ فكذلك يرد إليه علم ما يحدث من شيء، كالثمار، والنتاج. وخذ قوله تعالى من سورة (الرعد) رقم [٨]: {اللهُ يَعْلَمُ ما}

<<  <  ج: ص:  >  >>