للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جملة شرط غير ظرفي. (ظلوا): ماض ناقص، والواو اسمه، والألف للتفريق. {فِيهِ:} متعلقان بما بعدهما. {يَعْرُجُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (ظلوا) وهذه الجملة معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.

{لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (١٥)}

الشرح: {لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا:} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: سدّت أبصارنا مأخوذ من: سكر النهر إذا حبس، ومنع من الجري. وقيل: هو من: سكر الشراب، والمعنى:

إن أبصارهم حارت، ووقع بها من فساد النظر مثل ما يقع للسكران من تغيير العقل، وفساد النظر. وقيل: سكرت: غشيت، وسكنت عن النظر، وأصله من السكور، يقال: سكرت عينه:

إذا تحيرت، وسكنت عن النظر. {بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} أي: سحرنا محمد، وعمل فينا سحره.

وقرئ: (سكرت) بالتخفيف، والتشديد، وقرئ: «(سَكرت)».

وحاصل معنى الآية: أن الكفار لما طلبوا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن ينزل عليهم الملائكة، فيروهم عيانا، ويشهدوا بصدقه؛ أخبر الله سبحانه وتعالى: أنه لو حصل لهم هذا، وشاهدوه عيانا؛ لما آمنوا، وقالوا: سحرنا لما سبق لهم في الأزل من الشقاوة. انتهى. خازن.

الإعراب: {لَقالُوا} اللام: واقعة في جواب (لو). (قالوا): ماض وفاعله، والألف للتفريق.

{إِنَّما:} كافة ومكفوفة. {سُكِّرَتْ:} ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث. {أَبْصَرْنا:} نائب فاعل، و (نا): في محل جر بالإضافة، {بَلْ:} حرف انتقال. {نَحْنُ:} ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. {قَوْمٌ:} خبر المبتدأ. {مَسْحُورُونَ:} صفة قوم مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والكلام: {إِنَّما..}. إلخ كله في محل نصب مقول القول، وجملة: {لَقالُوا..}. إلخ جواب (لو) لا محل لها، و (لو) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له.

{وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنّاها لِلنّاظِرِينَ (١٦)}

الشرح: {وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً:} اثني عشر مختلفة الهيئات والخواص على ما دل عليه الرصد، والتجربة مع بساطة السماء، وأسماؤها: الحمل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد، والسنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجدي، والدلو، والحوت، والعرب تعدّ المعرفة لمواقع النجوم، وأبوابها من أجلّ العلوم، ويستدلون بها على الطرقات، والأوقات، والخصب والجدب، وقالوا: الفلك اثنا عشر برجا، كل برج ميلان ونصف، وأصل البروج:

الظهور، ومنه: تبرج المرأة بإظهار زينتها، وهذه البروج تنزلها الشمس في مسيرها، وهذه البروج

<<  <  ج: ص:  >  >>