للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (٤٥)}

الشرح: {وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما} أي: من القتل والسجن، وهو ساقي الملك. {وَادَّكَرَ} أي:

تذكر يوسف، وقوله: {اُذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} وأصل الفعل: اذتكر، فوقعت تاء الافتعال بعد الذال، فأبدلت ذالا، فاجتمع متقاربان في المخرج، فأبدل الأول من جنس الثاني وأدغم، وقرأ الحسن «(واذكر)» بالذال، ووجودها بأنه إبدال للتاء من جنس الأولى وأدغم. {بَعْدَ أُمَّةٍ}: بعد مدة من الزمن، وهي سبع سنين كما رأيت، وانظر الآية رقم [٨] من سورة (هود) عليه السّلام.

{أَنَا أُنَبِّئُكُمْ}: أنا أخبركم. {بِتَأْوِيلِهِ} أي: بتعبير هذه الرؤيا. {فَأَرْسِلُونِ} أي: إلى من عنده علم بتأويله، أو إلى السجن، خاطب الملك بلفظ الجمع على سبيل التعظيم، أو خاطبه وأهل مجلسه من السحرة والكهان.. إلخ، هذا؛ وقرئ: «(بعد إمة)» بكسر الهمزة، أي: بعد نعمة، أي: بعد أن أنعم الله عليه بالنجاة، وقرئ «(بعد أمه)» بفتح الهمزة وتخفيف الميم، وكسر الهاء، أي: بعد نسيان، يقال: أمه، يأمه أمها: إذا نسي، قال الشاعر: [الوافر]

أمهت، وكنت لا أنسى حديثا... كذاك الدّهر يؤدي بالعقول

الإعراب: {وَقالَ}: الواو: حرف استئناف. (قال): ماض. {الَّذِي}: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل، وجملة: {نَجا} صلة الموصول، والعائد رجوع الفاعل إليه.

{مِنْهُما}: متعلقان بمحذوف حال من فاعل: {نَجا} المستتر، ولا يصح تعليقهما بالفعل؛ لأن المعنى يختل بذلك. (ادكر): ماض، والفاعل يعود إلى {الَّذِي}. {بَعْدَ}: ظرف زمان متعلق بما قبله، و {بَعْدَ}: مضاف، و {أُمَّةٍ}: مضاف إليه، وجملة: (ادكر...) إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها، أو هي في محل نصب حال من فاعل {نَجا} المستتر، والرابط: الواو، والضمير، وتكون (قد) قبلها مقدرة. {أَنَا}: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {أُنَبِّئُكُمْ}: مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «أنا»، والكاف مفعول به، والميم علامة جمع الذكور. {بِتَأْوِيلِهِ}: متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {أَنَا..}.

إلخ في محل نصب مقول القول. {فَأَرْسِلُونِ}: الفاء: حرف عطف على رأي: من يجيز عطف الإنشاء على الخبر، وابن هشام يعتبرها للسببية المحضة، وأرى جواز اعتبارها الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدر. (أرسلون): أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم المحذوفة مفعول به، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب للشرط المقدر؛ إذ التقدير: وإذا كان الأمر كما أقول {فَأَرْسِلُونِ،} وهذا الكلام في محل نصب مقول القول، وجملة: (قال...) إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>