الإعراب:{جَنّاتُ:} بالرفع يجوز أن يكون خبرا ثانيا للمبتدإ {ذلِكَ،} وأن يكون خبرا لمبتدإ محذوف، التقدير: هو جنات، أو مبتدأ، والخبر جملة:{يَدْخُلُونَها}. هذا؛ وقال الزمخشري: بدل من {الْفَضْلُ} ورده ابن هشام في المغني مع عزوه خطأ لمكيّ؛ حيث قال:
والأولى: أنه مبتدأ. هذا؛ وعلى قراءته بالنصب؛ فهو مفعول به لفعل محذوف يفسره المذكور بعده. {يَدْخُلُونَها:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، و (ها): مفعوله، وانظر:{لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ} في الآية رقم [٥٣] من سورة (الأحزاب)، والجملة الفعلية في محل رفع خبر {جَنّاتُ} على اعتباره مبتدأ، وصفة له على اعتباره خبرا ثانيا لما قبله، أو خبرا لمبتدإ محذوف، ومفسرة على نصب (جنات) لا محل لها. {يُحَلَّوْنَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو نائب فاعله، وهو المفعول الأول. {فِيها:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {مِنْ أَساوِرَ:} متعلقان بمحذوف صفة مفعول به ثان، أي: شيئا كائنا من أساور، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف لصيغة منتهى الجموع، وهي علة تقوم مقام علتين من موانع الصرف. هذا؛ ويجوز على مذهب الأخفش اعتبار {مِنْ} زائدة في الإيجاب، فيكون أساور مفعولا ثانيا، مجرورا لفظا، منصوب محلا. {مِنْ ذَهَبٍ:} متعلقان بمحذوف صفة {أَساوِرَ،} وجملة: {يُحَلَّوْنَ فِيها..}. إلخ في محل رفع خبر ثان ل:{جَنّاتُ،} أو في محل صفة لها رفعتها، أو نصبتها، أو في محل نصب حال من واو الجماعة، أو من الضمير المنصوب في {يَدْخُلُونَها} والرابط على الاعتبارين الضمير فقط. {وَلُؤْلُؤاً:} بالنصب معطوف على محل: {مِنْ أَساوِرَ،} أو مفعول به لفعل محذوف، التقدير: ويؤتون لؤلؤا. هذا؛ وعلى قراءته بالجر فهو معطوف على {ذَهَبٍ} فيكون المراد: أساور من ذهب مرصعة باللؤلؤ. {وَلِباسُهُمْ:}
الواو: حرف عطف. (لباسهم): مبتدأ، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله. {فِيها:} متعلقان بالمصدر، وقيل: متعلقان بمحذوف حال، ولا وجه له؛ لأنه يقال: يلبسون فيها. {حَرِيرٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، على جميع الوجوه المعتبرة فيها، وإن اعتبرتها مستأنفة؛ فلا محل لها.
الشرح:{وَقالُوا الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} أي: يقول الذين اصطفاهم الله من عباده بعد دخولهم الجنة: الحمد لله... إلخ. قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: حزن النار. وقيل: حزن الموت. وقيل: حزن الذنوب، والسيئات، ورد الطاعات، وأنهم لا يدرون ما يصنع بهم. وقيل:
حزن زوال النعم، وتقليب القلوب، وخوف العاقبة. وقيل: حزن أهوال يوم القيامة. وقيل غير ذلك. انتهى. خازن. وقريب منه في الكشاف. روى البغوي بسنده عن ابن عمر-رضي الله عنهما-