للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لَنُحَرِّقَنَّهُ:} مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، التي هي حرف لا محل له، والفاعل مستتر تقديره: «نحن» والهاء مفعول به، والجملة لا محل لها؛ لأنها جواب قسم محذوف، واللام واقعة في جواب ذلك القسم، والقسم وجوابه في محل نصب مفعول به ل‍: (انظر) المعلق عن العمل لفظا، وجملة: {وَانْظُرْ..}. إلخ معطوفة على جملة: (اذهب...) إلخ ثم: حرف عطف، وجملة: {لَنَنْسِفَنَّهُ} معطوفة على ما قبلها، وإعرابها مثلها بلا فارق بينهما.

{فِي الْيَمِّ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {نَسْفاً:} مفعول مطلق. بعد هذا فالآية بكاملها في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{إِنَّما إِلهُكُمُ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً (٩٨)}

الشرح: فلما فرغ موسى من أمر العجل، وإبطال ما ذهب إليه السامري: رجع إلى بيان الدين الحق، فقال مخاطبا لبني إسرائيل: إنما إلهكم الله المستحق للعبادة، لا يستحقها غيره، فهو الذي وسع علمه كل شيء، وأحاط بكل شيء، ولا يماثله، ولا يدانيه في كمال العلم والقدرة أحد بخلاف العجل المصنوع من الذهب فهو من الحقارة بمكان.

تنبيه: أما توبتهم من عبادة العجل فقد بينتها الآية رقم [٥٤] من سورة (البقرة) حيث أمرهم موسى عليه السّلام بأمر الملك العلام أن يقتل بعضهم بعضا بالسيوف. قيل: أمروا أن يقتل بعضهم بعضا. وقيل: أمر من لم يعبد العجل أن يقتل العبدة. روي: أن الرجل كان يلقى ابنه، أو أخاه، فلم يقدر على المضي لأمر الله تعالى، فأرسل الله عليهم ضبابة، أو سحابة سوداء، فجعلوا لا يعرف بعضهم بعضا، فأخذوا يقتتلون من الغداة إلى العشي؛ حتى دعا موسى، وهارون عليهما السّلام، فكشفت السحابة، ونزلت؛ أي: التي أتى بها موسى، وكانت القتلى سبعين ألفا. والله أعلم، وأجل، وأكرم.

الإعراب: {إِنَّما:} كافة ومكفوفة. {إِلهُكُمُ:} مبتدأ، والكاف في محل جر بالإضافة.

{اللهُ:} خبره. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة، أو بدل من {اللهُ} وجملة: {لا إِلهَ إِلاّ هُوَ} صلة الموصول، وانظر إعرابها في الآية رقم [٨]. {وَسِعَ:}

ماض، والفاعل يعود إلى (الله). {كُلَّ:} مفعول به، وهو مضاف، و {شَيْءٍ:} مضاف إليه، {عِلْماً:} تمييز. هذا؛ ويقرأ الفعل بالتشديد، فيكون مفعولا ثانيا، وجملة: {وَسِعَ كُلَّ..}. إلخ في محل نصب حال من لفظ الجلالة، والرابط: الضمير فقط، وهي على تقدير قد قبلها، واعتبارها خبرا ثانيا للمبتدإ لا بأس به، ولكن الأول: أقوى معنى، واعتبارها مستأنفة جيد، والجملة الاسمية، أو الآية بكاملها إنما هي من قول موسى، على نبينا وعليه ألف صلاة، وألف سلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>