الألف نيابة عن الضمة؛ لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة، والهاء في محل جر بالإضافة.
{مُؤْمِنَيْنِ:} خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وجملة:(كان...) إلخ في محل رفع خبر المبتدأ. (خشينا): فعل، وفاعل.
{فَكانَ} حرف مصدري ونصب. {يُرْهِقَهُما:} مضارع منصوب ب {فَكانَ،} والفاعل يعود إلى (الغلام)، والهاء مفعول به، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {طُغْياناً:} مفعول به ثان. {وَكُفْراً:} معطوف عليه، وأن والمضارع في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به، وجملة:{فَخَشِينا..}. إلخ معطوفة على جملة:{فَكانَ..}. إلخ فهي في محل رفع مثلها، والآية معطوفة بكاملها على سابقتها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها.
الشرح:{فَأَرَدْنا:} تكلم بنون العظمة، والمريد في الحقيقة هو الله تعالى. {أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما:} أن يرزقهما الله ولدا. {خَيْراً مِنْهُ زَكاةً} أي: دينا وصلاحا، وطهارة من الذنوب، والأخلاق الرديئة. {وَأَقْرَبَ رُحْماً} أي: رحمة، وعطفا على والديه بأن يبرهما، ويشفق عليهما.
قال الشاعر:[الطويل]
لعلّ التفاتا منك نحوي مقدّر... يمل بك من بعد القساوة للرّحم
قيل: أبدلهما الله جارية، فتزوجها نبي من الأنبياء، فولدت نبيا، فهدى الله على يديه أمة من الأمم. وقيل: ولدت اثني عشر نبيا. وقيل: غير ذلك، والمعتمد الأول. هذا؛ ويستفاد من هذه الآية تهوين المصائب بفقد الأولاد، وإن كانوا قطعا من الأكباد، ومن سلم للقضاء؛ أسفرت عاقبته عن اليد البيضاء، فليرض العبد بقضاء الله تعالى، فإن قضاءه للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب، فالغلام الذي قتله الخضر فرح به أبواه حين ولد، وحزنا عليه حين قتل، ولو بقي حيا كان فيه هلاكهما.
هذا؛ وقرئ:{رُحْماً} بضمتين وضم الراء وسكون الحاء قراءتان سبعيتان. قال عيسى بن عمر: كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم، وأوسطه ساكن، فمن العرب من يخففه، ومنهم من يثقله، وذلك مثل: حلم، وأسد، وعسر، ويسر... إلخ.
الإعراب:{فَأَرَدْنا:} فعل، وفاعل. وانظر إعراب:(حفظنا) في الآية رقم [١٧] من سورة (الحجر). {أَنْ:} حرف مصدري ونصب. {يُبْدِلَهُما:} مضارع منصوب ب: {أَنْ} والهاء مفعول به أول. {رَبُّهُما:} فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله.
وفاعله مستتر فيه، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {خَيْراً:} مفعول به ثان. {مِنْهُ:}