للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَلِيُّهُمُ:} خبره، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {الْيَوْمَ:} ظرف زمان متعلق ب‍: (ولي)، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية قبلها، لا محل لها مثلها. (لهم): متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {عَذابٌ:} مبتدأ مؤخر.

{أَلِيمٌ:} صفة عذاب، والجملة الاسمية معطوفة أيضا، لا محل لها.

{وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلاّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اِخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٦٤)}

الشرح: {وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ} أي: القرآن. {إِلاّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ} أي: في أمر الدين، والأحكام، فتبين الهدى من الضلال، والحق من الباطل، والحلال من الحرام، وأحوال المعاد، وأحكام الأفعال. {وَهُدىً وَرَحْمَةً} أي: رشد وبيان، وهداية من الضلالة، ونعمة شاملة لمن قرأ القرآن، وانتفع به. وانظر إعلال: (هدى) في الآية رقم [١١١] من سورة (يوسف) عليه السّلام. {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ:} خصهم بالذكر؛ لأنهم هم المنتفعون بالقرآن، والعاملون بتعاليمه، والمهتدون بهديه. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٤٤]، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {أَنْزَلْنا:} ماض، و (نا) فاعله، {عَلَيْكَ:} متعلقان بما قبلهما. {الْكِتابَ:} مفعول به، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها.

{إِلاّ:} حرف حصر. {لِتُبَيِّنَ:} مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، و «أن» المضمرة، والمضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، ويقال: متعلقان بمحذوف حال مستثنى من عموم الأحوال؛ أي:

ما أنزلنا عليك الكتاب في حال من الأحوال إلا في حال التبيين. {لَهُمُ:} متعلقان بالفعل قبلهما.

{الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به، وجملة: {اِخْتَلَفُوا فِيهِ} صلة الموصول، لا محل لها. {وَهُدىً وَرَحْمَةً:} مفعولان لأجله، وهما في المعنى معطوفان على محل {لِتُبَيِّنَ} أي: للتبيين، وللهدى، وللرحمة. {لِقَوْمٍ:} متعلقان بما قبلهما على التنازع، أو بمحذوف صفة لأحدهما، وجملة: {يُؤْمِنُونَ} مع المتعلق المحذوف في محل جر صفة (قوم).

{وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٦٥)}

الشرح: {وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً:} انظر الآية رقم [١٠] {فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ} أي: بالنبات والزروع بسبب هطول المطر عليها. {بَعْدَ مَوْتِها:} بعد يبسها وجدبها. {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً:} دلالة واضحة على قدرة الله، ودلالة أيضا على بعث الناس من قبورهم بعد فنائهم. {لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}

<<  <  ج: ص:  >  >>