{وَلكِنَّ:} الواو: حرف عطف. ({لكِنَّ}): حرف مشبه بالفعل. {اللهُ:} اسمها. {يَجْتَبِي:}
فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى:{اللهُ} والجملة الفعلية في محل رفع خبر: ({لكِنَّ}) والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها. أو هي مستأنفة لا محل لها على الاعتبارين. {مِنْ رُسُلِهِ:} متعلقان بما قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {مِنَ:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السّكون في محلّ نصب مفعول به، {يَشاءُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى:{اللهُ} والجملة الفعلية صلة: {مِنَ} أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف، التقدير: الّذي، أو: شخصا يشاؤه.
{فَآمِنُوا:} الفاء: هي الفصيحة، (آمنوا): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {بِاللهِ:} متعلقان به. {وَرُسُلِهِ:} معطوف على ما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، التقدير: وإذا كان ما ذكر واقعا وحاصلا؛ فآمنوا... إلخ، والكلام كلّه معطوف على ما قبله. {وَإِنْ:} الواو: حرف استئناف. ({إِنْ}): حرف شرط جازم. {تُؤْمِنُوا:} فعل مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعله والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير جازم. {وَتَتَّقُوا:} معطوف على ما قبله مجزوم مثله، أو هو منصوب ب «أن» مضمرة بعد واو المعية، وعلامة الجزم، أو النصب حذف النون، والواو فاعله، وعلى النصب ف «أن» المضمرة تؤول مع الفعل بمصدر في محل رفع معطوف على مصدر متصيّد من الفعل السابق، التقدير: وليكن منكم إيمان، وتقوى. {فَلَكُمْ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (لكم): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {فَلَكُمْ:} مبتدأ مؤخر.
{عَظِيمٌ:} صفة له، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدّسوقي يقول: لا محلّ لها؛ لأنها لم تحلّ محل المفرد، و (إن) ومدخولها كلام مستأنف لا محلّ له.
الشرح: اختلف العلماء فيمن نزلت هذه الآية، فقال عبد الله بن مسعود، وأبو هريرة، وابن عباس في رواية أبي صالح عنه، والشّعبي، ومجاهد-رضي الله عنهم أجمعين-: نزلت هذه الآية في الذين يبخلون أن يؤدّوا زكاة أموالهم. ووجه هذا القول: أنّ أكثر العلماء ذهبوا إلى أنّ البخل عبارة عن منع الواجب، وأنّ من منع التطوّع، لا يكون بخيلا، ويدلّ عليه الوعيد الشديد في سياق الآية.