للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى} أي: المرجع في الآخرة، وفيه تهديد، وتحذير لهذا الإنسان من عاقبة الطغيان. ثم هو عام لكل طاغ متكبر، وإن الله سيحاسب العبد على المال؛ الذي يصل إليه من أين جمعه؟ وفيم أنفقه؟ وهو صريح قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ما تزال قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟». رواه البيهقي، وغيره عن معاذ-رضي الله عنه-. ولا تنس: أن {الرُّجْعى} بمعنى الرجوع فهي مصدر، ولا تنس الالتفات من الغيبة إلى الخطاب. وانظر الآية رقم [٢٠] من سورة (الملك).

الإعراب: {كَلاّ:} حرف ردع، وزجر. وقيل: هي بمعنى حقا. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل، {الْإِنْسانَ:} اسمها. {لَيَطْغى:} اللام: هي المزحلقة. (يطغى): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى {الْإِنْسانَ} تقديره: «هو»، والجملة الفعلية في محل رفع خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها.

{إِنَّ:} حرف مصدري، ونصب. {رَآهُ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، وهو في محل نصب ب‍: {إِنَّ،} والفاعل مستتر تقديره: «هو»، والهاء مفعول به أول.

{اِسْتَغْنى:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {الْإِنْسانَ} أيضا، والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان، و {إِنَّ} والفعل (رأى) في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: لأن رآه، أو لأجل، ولذا قالوا عنه: في محل نصب مفعول لأجله. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يطغى). {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل، {إِلى رَبِّكَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {إِنَّ} تقدم على اسمها، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، {الرُّجْعى:} اسم {إِنَّ} مؤخر منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها.

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلّى (١٠)}

الشرح: نزلت السورة في أبي جهل الخبيث، ما عدا الآيات الخمس الأول التي حدثتك عنها، وعن سبب نزولها. والمناسبة بين تلك الآيات الخمس، وبين بقية السورة مع تطاول الزمن بين النزولين هو المقارنة بين العلم، والجهل وما يؤول إليه أمر كل منهما، وهو معروف لدى كل إنسان، لذا أحمد الله، وأتمثل بقول القائل: [الوافر]

رضينا قسمة الجبار فينا... لنا علم وللجهّال مال

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلّى:} تعجيب من حال ذلك الشقي الفاجر؛ أي: أخبرني يا محمد عن حال ذلك المجرم الأثيم؛ الذي ينهى عبدا من عباد الله عن الصلاة، ما أسخف

<<  <  ج: ص:  >  >>