للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف يقع مفعولا مطلقا، التقدير: تسقط السماء إسقاطا كائنا مثل زعمك الذي تدعيه. وانظر مذهب سيبويه في ذلك في الآية رقم [٢٤] {تَأْتِيَ:} معطوف أيضا على ما قبله، منصوب أيضا، والفاعل أنت. {بِاللهِ:} متعلقان بما قبلهما. {وَالْمَلائِكَةِ:} معطوف على ما قبله. {قَبِيلاً:}

حال من (الله) على الأقوال الثلاثة فيه، وحال من الملائكة على قول مجاهد الأخير.

{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاّ بَشَراً رَسُولاً (٩٣)}

الشرح: في هذه الآية اقتراحان آخران ممّا اقترحوه على النبي صلّى الله عليه وسلّم. أولهما: أن يكون له بيت من ذهب، والثاني: عروجه، وصعوده في السماء. وازداد عتوهم، فطلبوا شيئا آخر في ذلك الرقي، والصعود، وهو إنزال كتاب لكل واحد يقرؤه، كما قال تعالى: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً} وقد علم الله نبيه صلّى الله عليه وسلّم أن يرد عليهم بما ذكر في قوله: {قُلْ سُبْحانَ..}. إلخ.

ومعناه إنما أنا بشر لا أقدر على شيء ممّا سألتموني، وليس لي أن أتخيّر على ربي، ولم تكن الرسل قبلي يأتون أممهم بكل ما يريدونه، ويبغونه، وسبيلي سبيلهم، وكانوا يقتصرون على ما آتاهم الله من آياته الدالة على صحة نبوتهم، فإذا أقاموا عليهم الحجة لم يجب لقومهم أن يقترحوا غيرها، ولو وجب على الله أن يأتيهم بكل ما يقترحونه من الآيات لوجب عليه أن يأتيهم بما يختارونه من الرسل، ولوجب لكل إنسان أن يقول: لا أومن حتى أوتي بآية خلاف ما طلب غيري، وهذا يؤول إلى أن يكون التدبير إلى الناس، وإنما التدبير إلى الله تعالى. انتهى. قرطبي بحروفه.

بعد هذا ف‍: {زُخْرُفٍ} هو الذهب، وهو أصل الزينة، والرقي: الصعود؛ وأصله: رقوي، فقلبت الواو ياء وادغمت الياء في الياء. وانظر شرح (كتابا) في الآية رقم [١] من سورة (الحجر). وانظر شرح «سبحان» في الآية رقم [١] من سورة (النحل)، وشرح (بشرا) في الآية رقم [١٠٣] منها أيضا. وشرح الرسول في الآية رقم [٣٨] من سورة (الرعد).

الإعراب: {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ} انظر الآية رقم [٩١]، (أو): حرف عطف. {تَرْقى:}

معطوف على ما قبله منصوب أيضا، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {فِي السَّماءِ:} متعلقان بما قبلهما. {وَلَنْ:} الواو: حرف استئناف. لن:

حرف ناصب. {نُؤْمِنَ:} مضارع منصوب ب‍: (لن)، والفاعل مستتر تقديره: «نحن»، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {لِرُقِيِّكَ:} متعلقان بما قبلهما، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله. {حَتّى:} حرف غاية وجر. {تُنَزِّلَ:} مضارع منصوب ب‍: «أن»

<<  <  ج: ص:  >  >>