للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمَيِّتِ: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وإن اعتبرتهما متعلقان بمحذوف حال من:

{الْحَيَّ} فلست مفندا، والمعنى لا يأباه، والجملة الفعلية بعدها معطوفة عليها، وإعرابها مثلها.

(يحيي): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى (الله). {الْأَرْضَ:} مفعول به. {بَعْدَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، و {بَعْدَ} مضاف، و {مَوْتِها} مضاف إليه، و (ها): ضمير متصل في محل جر بالإضافة، وجملة: {وَيُحْيِ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها. {وَكَذلِكَ:} الواو: حرف استئناف. الكاف: حرف تشبيه، وجر، و (ذا):

اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة مفعول مطلق محذوف، عامله ما بعده، التقدير: تخرجون إخراجا كائنا مثل إخراج الحي من الميت. أو التقدير: تخرجون إخراجا كائنا مثل إخراج النبات من الأرض... إلخ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {تُخْرَجُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل، أو هو فاعل له، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها.

{وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (٢٠)}

الشرح: {وَمِنْ آياتِهِ} أي: ومن علامات ربوبيته، ووحدانيته. {أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ:}

في هذا الخلق تأويلان: خلق من تراب غير مباشر، وخلق مباشر، فالأول: خلق أبينا آدم من تراب، كما رأيت في سورة (الحجر) رقم [٢٦] {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ}.

والثاني: كل واحد منا خلق من التراب خلقا مباشرا، وذلك إذا نظرنا إلى المادة التي يتخلق منها الإنسان، فإنها من الدم بلا ريب، والدم مصدره من الطعام، والشراب، وأنواع الغذاء، وكل ذلك مصدره من التراب، كما هو معروف.

{ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ:} ثم أنتم عقلاء ناطقون، تتصرفون فيما فيه قوام معايشكم؛ إذا فلم يكن خلقكم عبثا، ومن قدر على هذا؛ فهو أهل للعبادة، والتسبيح، والتحميد، والتقديس. هذا؛ والترتيب والمهلة المفهومان من {ثُمَّ} هنا ظاهران، فإنهم إنما يصيرون بشرا بعد أطوار كثيرة، والغالب أن تقع «إذا» الفجائية بعد الفاء؛ لأنها تقتضي التعقيب بلا مهلة، ووجه وقوعها هنا بعد {ثُمَّ} بالنسبة إلى ما يليق بالحالة الخاصة، أي بعد تلك الأطوار، التي قصها الله علينا في مواضع أخر من كتابه من كوننا نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم عظما مجردا، ثم عظما مكسوا لحما فاجأ البشرية والانتشار. انتهى. جمل نقلا عن السمين. بتصرف مني.

هذا؛ وآيات: جمع: آية، وتطلق على معان كثيرة: الدلالة على قدرة الله تعالى، كما في الآية الكريمة، وما يليها من آيات، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. وتطلق

<<  <  ج: ص:  >  >>