للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«أنت». {بِهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها، والعائد، أو الرابط هو الضمير المجرور محلا بالباء، وجملة: {أَحَطْتُ..}. إلخ، في محل نصب مقول القول، وجملة: {فَقالَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {وَجِئْتُكَ:}

الواو: حرف عطف. (جئتك): فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي مثلها في محل نصب مقول القول. {مِنْ سَبَإٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وقيل:

متعلقان بمحذوف حال من (نبأ)؛ لأنه كان صفة له، وليس بقوي. {بِنَبَإٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {يَقِينٍ:} صفة (نبأ).

{إِنِّي وَجَدْتُ اِمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (٢٣)}

الشرح: {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ:} هي بلقيس بنت شراحيل، من نسل يعرب بن قحطان، وكان أبوها ملكا عظيما، قد ولد له أربعون ملكا هي آخرهم، وكان يملك أرض اليمن كلها، وكان يقول لملوك الأطراف: ليس أحد منهم كفؤا لي، وأبى أن يتزوج منهم، فخطب إلى الجن، فزوجوه امرأة منهم، يقال لها: ريحانة بنت السكن، قيل في سبب وصوله إلى الجن حتى خطب منهم: أنه كان كثير الصيد، فربما اصطاد الجن، وهم في صورة الظباء، فإذا عرفهم خلّى عنهم، فظهر له ملك الجن، وشكره على ذلك، واتخذه صديقا، فخطب ابنته، فزوجه إياها، وقيل: إنه خرج متصيدا، فرأى حيتين تقتتلان بيضاء، وسوداء، وقد ظهرت السوداء على البيضاء، فقتل السوداء، وحمل البيضاء، وصب عليها الماء، فأفاقت، وأطلقها فلما رجع إلى داره، وجلس وحده منفردا، فإذا معه شاب جميل، فخاف منه، قال: لا تخف أنا الحية البيضاء التي أحييتني، والأسود الذي قتلته هو عبد لنا، تمرد علينا، وقتل عدة منا، وعرض عليه المال، فقال: لا حاجة لي به، ولكن إن كان لك بنت فزوجنيها، فزوجه ابنته، فولدت بلقيس.

وجاء في الحديث الشريف: أن أحد أبوي بلقيس، كان جنيا، فلما مات أبو بلقيس طمعت في الملك، وطلبت قومها أن يبايعوها، فأطاعها قوم، وأبى آخرون، وملكوا عليهم رجلا آخر، يقال:

إنه ابن أخي الملك، وكان خبيثا سيئ السيرة في أهل مملكته، حتى كان يمد يده إلى حريم رعيته، ويفجر بهن، فأراد قومه خلعه فلم يقدروا عليه، فلما رأت بلقيس ذلك أدركتها الغيرة، فأرسلت إليه، فعرضت نفسها عليه، فأجابها الملك، وقال: ما منعني أن ابتدئك بالخطبة، إلا اليأس منك، فقالت: لا أرغب عنك؛ لأنك كفؤ كريم، فاجمع رجال أهلي، واخطبني منهم، فجمعهم، وخطبها، فقالوا: لا نراها تفعل. فقال: بلى إنها قد رغبت فيّ، فذكروا ذلك لها، فقالت: نعم، فزوجوها منه، فلما زفت إليه، خرجت في ملأ كثير من خدمها وحشمها، فلما خلت به سقته الخمر حتى سكر، ثم قتلته، وحزّت رأسه، وانصرفت إلى منزلها من الليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>