للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {قالَ:} فعل ماض، والفاعل تقديره: «هو»، يعود إلى (الله). {فَإِنَّها:} الفاء:

حرف صلة، أو هي الفصيحة؛ لأنّها تفصح عن شرط مقدّر. التقدير: إذا كان هذا فعلهم؛ فإنّها... إلخ. (إنّها): حرف مشبه بالفعل. و (ها): اسمها. {مُحَرَّمَةٌ:} خبر (إنّ). {عَلَيْهِمْ:}

جار ومجرور متعلقان ب‍: {مُحَرَّمَةٌ} وهما في محل رفع نائب فاعله. {أَرْبَعِينَ:} ظرف زمان متعلق ب‍ {مُحَرَّمَةٌ،} أو بالفعل بعده على نحو ما رأيت في التفسير، منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنّه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

{سَنَةً:} تمييز، والكلام كلّه في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة لا محلّ لها. {يَتِيهُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية في محل نصب حال من الضمير المجرور محلاّ ب‍: (على) على تعليق الظرف ب‍: {مُحَرَّمَةٌ:} ومستأنفة لا محلّ لها على تعليق الظرف بالفعل:

{يَتِيهُونَ}. {فَلا:} الفاء: حرف استئناف. (لا): ناهية جازمة. {تَأْسَ:} فعل مضارع مجزوم ب‍: (لا) وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الألف المقصورة، والفتحة قبلها دليل عليها، والفاعل مستتر تقديره: أنت، والجملة الفعلية مستأنفة لا محلّ لها. {عَلَى الْقَوْمِ:}

متعلقان بما قبلهما. {الْفاسِقِينَ:} صفة القوم.

{وَاُتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ اِبْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٢٧)}

الشرح: المناسبة: لمّا ذكر الله تعالى تمرّد بني إسرائيل، وعصيانهم لأمر الله في قتال الجبّارين؛ ذكر قصّة ابني آدم، وعصيان قابيل لأمر الله، وإقدامه على قتل النّفس البريئة؛ الّتي حرّمها الله، فاليهود اقتدوا في العصيان بأول عاص لله في الأرض، فطبيعة الشرّ، والفساد فيهم مستقاة من ولد آدم الأوّل، فتشابهت القصتان من حيث التمرّد، والعصيان. ثم ذكر الله تعالى عقوبة قطاع الطّريق، والسّرّاق الخارجين على أمن الدولة، والمفسدين في الأرض فيما يأتي من الآيات.

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ} أي: اقرأ على أهل الكتاب الحاسدين لك. {نَبَأَ:} خبر. {اِبْنَيْ آدَمَ:} هما:

هابيل، وقابيل. و {آدَمَ:} اسم علم أعجمي مشتق من الأدمة بمعنى الأسوة، أو من أديم الأرض، أي من وجهها وترابها، أو من الأدمة بمعنى الألفة، قال سعيد بن جبير-رضي الله عنه-:

إنّما سمي آدم؛ لأنه خلق من أديم الأرض، وإنّما سمي إنسانا؛ لأنّه نسي، وكنيته في الجنة أبو محمد وفي الأرض أبو البشر. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٣٠] سورة (البقرة) وما بعدها.

وأصله أأدم بهمزتين، قلبت الثانية مدّا مجانسا لحركة الأولى، كما قلبت في: إيمان، فإنّ أصله: إئمان، وكما قلبت في: أومن فإن أصله: أأمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>