وحكى الكوفيون: أن العرب تقول: امرأة صبور، وشكور بغير هاء، ويقولون: شاة حلوبة، وناقة ركوبة؛ لأنهم أرادوا أن يفرقوا بين ما كان له الفعل، وبين ما كان الفعل واقعا عليه، فحذفوا الهاء مما كان فاعلا، وأثبتوها فيما كان مفعولا، كما قال عنترة بن شداد:[الكامل] فيها اثنتان وأربعون حلوبة... سودا كخافية الغراب الأسود
فيجب أن يكون على هذا:(ركوبتهم). فأما البصريون، فيقولون: حذفت الهاء على النسب.
والحجة للقول الأول ما رواه الجرمي عن أبي عبيدة، قال: الركوبة تكون للواحد، والجماعة، والركوب لا يكون إلا للجماعة، فعلى هذا يكون لتذكير الجميع. وما أحراك أن تنظر ما ذكرته في (مرضع) في الآية رقم [٢] من سورة (الحج)، وما ذكرته في {عاقِراً} في الآية رقم [٨] من سورة (مريم) على نبينا، وعليها ألف صلاة، وألف سلام. {وَمِنْها يَأْكُلُونَ} أي: من لحومها.
الإعراب:{وَذَلَّلْناها:} الواو: حرف عطف. (ذللناها): فعل، وفاعل، ومفعول به.
{لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {فَمِنْها:} الفاء: حرف عطف، وتفريع. (منها): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {رَكُوبُهُمْ:} مبتدأ مؤخر، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. {وَمِنْها:} الواو: حرف عطف. (منها): جار ومجرور متعلقان بما بعدهما، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.
الشرح:{وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ:} من أصوافها، وأوبارها، وأشعارها، وشحومها، ولحومها، وجلودها، والحرث عليها، وغير ذلك. {وَمَشارِبُ} يعني: ألبانها، جمع: مشرب، مصدر، أو اسم مكان. فيكون المراد: ضروعها، التي فيها اللبن. {أَفَلا يَشْكُرُونَ:} الله الذي سخر لهم ما ذكر من الحيوانات على اختلاف أجناسها، وتنوع منافعها.
هذا؛ وخذ قوله تعالى في سورة (النحل): {وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٥) وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (٦) وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلاّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٧) وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ}. انظر شرح هذه الآيات هناك؛ تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.
الإعراب:{وَلَهُمْ:} الواو: حرف عطف. (لهم): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {فِيها:} جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف، أو بمحذوف خبر ثان، أو هما متعلقان بما بعدهما. وقيل: متعلقان بمحذوف حال، ولا وجه له. {مَنافِعُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة