الإعراب:{ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محل له. (أنهم): حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {قالُوا:} فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو فاعله، والألف للتفريق، هذا هو الإعراب المتعارف عليه والإعراب الحقيقي أن تقول: مبني على فتح مقدر على آخره، منع من ظهوره اشتغال المحل بالضمّ الذي جيء به لمناسبة واو الجماعة، والجملة الفعلية مع مقولها في محل رفع خبر (أن) و (أنّ) واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:{ذلِكَ} إلخ مستأنفة لا محلّ لها.
{لَنْ:} حرف نفي، ونصب، واستقبال. {تَمَسَّنَا:} فعل مضارع منصوب ب {لَنْ} و (نا):
مفعول به. ({النّارُ}): فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. ({إِلاّ}): حرف حصر.
{أَيّاماً} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، أو هو منصوب بنزع الخافض. {مَعْدُوداتٍ:} صفة {أَيّاماً} منصوب مثلهن، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. {وَغَرَّهُمْ:} فعل ماض، والهاء مفعول به. في دينهم: متعلقان بما قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة، وقيل:
الجار والمجرور متعلقان بالفعل {يَفْتَرُونَ} بعدهما، والمعنى يؤيده. {ما:} تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل رفع فاعل. {كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه. {يَفْتَرُونَ:} فعل مضارع وفاعله، والجملة الفعلية في محل نصب خبر {كانُوا} والجملة الفعلية صلة {ما} أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف، التقدير: غرهم الذي أو شيء كانوا يفترونه، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر في محل رفع فاعل، التقدير: غرّهم افتراؤهم، والجملة الفعلية معطوفة على جملة:{قالُوا..}.
إلخ، فهي في محل رفع مثلها، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من واو الجماعة، فلست مفندا، والرابط الواو والضمير، ويجب تقدير «قد» قبلها لتقرّبها من الحال.
{فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٢٥)}
الشرح:{فَكَيْفَ إِذا..}. إلخ: قال البيضاوي-رحمه الله تعالى-: استعظام لما يحيق بهم في الآخرة، وتكذيب لقولهم:{لَنْ تَمَسَّنَا..}. إلخ والمعنى: فكيف يكون حالهم؟! أو فكيف يصنعون؟! {لِيَوْمٍ:} في يوم. قاله الكوفيون، وقال البصريون: التقدير: جمعناهم لحساب يوم لا ريب فيه؛ أي لا شكّ فيه: أنه واقع، وكائن، وهو يوم القيامة، وفيه تهديد، ووعيد لهم، واستعظام لما أعدّ لهم في ذلك اليوم، وأنهم يقعون فيه لا محالة، ولا حيلة لهم فيه، وأنّ ما حدّثوا به أنفسهم، وسهّلوه عليها تعلّل بباطل، وطمع فيما لا يكون، ولا يحصل لهم. قيل: إنّ