للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى {أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ:} أصحاب قوة وبطش شديد في الحرب. هذا؛ و {أُولِي} بمعنى:

أصحاب. وانظر الآية رقم [١٩] من سورة (الرعد) أيضا، و «جاء» يكون لازما؛ إذا كان بمعنى:

حضر وأقبل كما في الآية الكريمة، ويكون متعديا؛ إذا كان بمعنى: وصل، وبلغ، كما في قوله تعالى: {إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ..}. إلخ.

الإعراب: {فَإِذا:} الفاء: حرف استئناف. (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {جاءَ:} ماض.

{وَعْدُ:} فاعله، وهو مضاف، و {أُولاهُما:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر، والهاء في محل جر بالإضافة، والميم والألف حرفان دالان على التثنية، والجملة الفعلية في محل جر بالإضافة (إذا) إليها على المشهور المرجوح. {بَعَثْنا:} فعل، وفاعل.

{عَلَيْكُمْ:} متعلقان بما قبلهما. {عِباداً:} مفعول به. {لَنا:} متعلقان بمحذوف صفة {عِباداً،} والإضافة لله ليست للتشريف هنا، كما في الآية رقم [١] وإنما هي بمعنى: مقهورين، وتحت سيطرتنا. {أُولِي:} صفة ثانية، أو هو حال من {عِباداً} بعد وصفه بما تقدم منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة، و {أُولِي} مضاف، و {بَأْسٍ:}

مضاف إليه. {شَدِيدٍ:} صفة {بَأْسٍ،} وجملة: {بَعَثْنا..}. إلخ جواب (إذا) لا محل لها، و (إذا) ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له. {فَجاسُوا:} ماض، والواو فاعله والألف للتفريق، {خِلالَ:} ظرف مكان متعلق بما قبله، و {خِلالَ:} مضاف، و {الدِّيارِ:} مضاف إليه، وجملة:

{فَجاسُوا..}. إلخ معطوفة على جواب (إذا)، لا محل لها أيضا. {وَكانَ:} ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر يعود إلى مصدر الجوس، أو إلى {وَعْدُ أُولاهُما}. {وَعْداً:} خبر كان. {مَفْعُولاً:}

صفة {وَعْداً،} وجملة: {وَكانَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا.

{ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (٦)}

الشرح: {ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ} أي: الدولة والغلبة على من قتلكم، وسباكم، ونهب أموالكم، وذلك لمّا تبتم إلى الله، وأطعتموه، وتم ذلك بقتل داود جالوت، أو بقتل غيره على الخلاف فيمن قتلهم. {وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ:} قويناكم بالأموال، والأولاد؛ حتى عاد أمركم كما كان. {وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً:} أكثر عددا، وأوفر جندا.

هذا؛ و {الْكَرَّةَ:} في الأصل مصدر، يقال: كر، يكر، كرا، وكرة. والكر، والكرة:

الرجوع والرجعة. والمراد: به هنا: المرة من ذلك، والأموال: جمع: مال، قال ابن الأثير:

المال في الأصل يطلق على ما يملك من الذهب والفضة، ثم أطلق على كل ما يقتنى، ويملك

<<  <  ج: ص:  >  >>