{يُدْخِلُ..}. إلخ، في محل رفع خبر:{إِنَّ،} والجملة الاسمية هذه لا محلّ لها؛ لأنها مستأنفة، أو ابتدائية. {تَجْرِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل.
{مِنْ تَحْتِهَا:} متعلقان بما قبلهما، و (ها): في محل جر بالإضافة. {الْأَنْهارُ:} فاعل: {تَجْرِي،} والجملة الفعلية في محل نصب صفة: {جَنّاتٍ}.
{وَالَّذِينَ:} الواو: حرف عطف. (الذين): مبتدأ، وجملة:{كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محلّ لها. {يَتَمَتَّعُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة:{وَيَأْكُلُونَ} معطوفة عليها، فهي في محل رفع مثلها. {كَما:} الكاف: حرف تشبيه وجر. (ما): مصدرية.
{تَأْكُلُ:} فعل مضارع. {الْأَنْعامُ:} فاعل، و (ما) المصدرية، والفعل:{تَأْكُلُ} في تأويل مصدر في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف، يقع مفعولا مطلقا، التقدير: يأكلون أكلا مثل أكل الأنعام، وانظر ما ذكرته في الاية رقم [٣٥] من سورة (الأحقاف)، والجملة الاسمية:(الذين كفروا...) إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها.
(النار): مبتدأ. {مَثْوىً:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والثابتة دليل عليها، وليست عينها. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان ب: {مَثْوىً} أو بمحذوف صفة له، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها أيضا.
الشرح: قال قتادة، وابن عباس-رضي الله عنهما-: لما خرج النبي صلّى الله عليه وسلّم من مكة إلى الغار في ليلة الهجرة؛ التفت إلى مكة، وقال:«اللهمّ أنت أحبّ البلاد إلى الله، وأنت أحبّ البلاد إليّ، ولولا المشركون أهلك أخرجوني؛ لما خرجت منك» فنزلت الاية. ذكره الثعلبي. وهو حديث صحيح. انتهى. قرطبي. وهذا ينفي ما ذكرته في المقدمة من أنّ الاية نزلت بعد حجة الوداع، وهو المعتمد، وذكره السيوطي في أسباب النزول.
{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ} أي: من أهل قرية، فلذا جمع الضمير فيما يأتي. {هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ:} الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، والمراد ب:{قَرْيَتِكَ} مكة المكرمة. {الَّتِي أَخْرَجَتْكَ:} أخرجك أهلها منها، وكان ذلك بالهجرة منها إلى المدينة المنورة. {أَهْلَكْناهُمْ} أي: بأنواع البلاء والهلاك الذي نزل بالأمم السابقة؛ التي كذبت رسلها. {فَلا ناصِرَ لَهُمْ} أي: من العذاب، والهلاك، وهذه الجملة جارية مجرى الحال المحكية، كأنه قال: أهلكناهم، فهم لا ينصرون.
هذا؛ و (كأيّن) أصلها: أيّ الاستفهامية، دخلت عليها كاف التشبيه، فصارت بمعنى «كم» الخبرية التكثيرية، وهي كناية عن عدد مبهم، مثل: كم، وكذا، وفيها خمس لغات، كلها قرئ