للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقدرة على الألف للتعذر، وفاعله مستتر تقديره: «أنا»، والكاف مفعول به أول. {قَوْماً}:

مفعول به ثان، وجملة: {تَجْهَلُونَ} في محل نصب صفة: {قَوْماً،} وجملة: {أَراكُمْ..}. إلخ في محل رفع خبر (لكن)، والجملة الاسمية (لكني...) إلخ معطوفة على ما قبلها، ولعلك تدرك معي: أن الآية برمتها معطوفة على ما قبلها، وهي في محل نصب مقول القول أيضا.

{وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٣٠)}

الشرح: {مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ} أي: من عقابه، ومن انتقامه. {إِنْ طَرَدْتُهُمْ} أي: استجابة لطلبكم، وهم مؤمنون بربهم معترفون بربوبيته. {أَفَلا تَذَكَّرُونَ} انظر الآية رقم [٢٤].

الإعراب: {وَيا قَوْمِ}: انظر الآية رقم [٢٨] {مَنْ}: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يَنْصُرُنِي}: مضارع، والفاعل يعود إلى {مَنْ،} تقديره: «هو»، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به. {مِنَ اللهِ}: متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: {يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ} في محل رفع خبر المبتدأ. {إِنْ}: حرف شرط جازم. {طَرَدْتُهُمْ}: فعل وفاعل ومفعول به، وانظر إعراب: {أَرْسَلْنا} في الآية رقم [٢٥]، والجملة الفعلية لا محل لها مثل جملة: {كُنْتُ..}.

إلخ في الآية رقم [٢٨] وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، التقدير: إن طردتهم؛ فمن ينصرني {أَفَلا تَذَكَّرُونَ} انظر إعراب هذه الجملة في الآية رقم [٢٤]، والآية برمتها معطوفة على ما قبلها، وهي من مقول نوح، عليه الصلاة، والسّلام.

{وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً اللهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظّالِمِينَ (٣١)}

الشرح: {وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ} أي: خزائن رزقه، وإنعامه، وإفضاله، وهذا رد لقولهم: {وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ} في الآية رقم [٢٧] {وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ} أي: لا أدعي علم ما يغيب عني مما يسرون في نفوسهم؛ لأنه لا يعلم ذلك إلا الله تعالى. {وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ}:

وهذا رد لقولهم: {ما نَراكَ إِلاّ بَشَراً مِثْلَنا}. {وَلا أَقُولُ..}. إلخ: ولا أقول في شأن الذين احتقرتموهم لفقرهم وضعفهم: لا يؤتيكم الله أجرا وثوابا، بل إني أقول: إن ما أعده الله لهم في الآخرة خير مما آتاكموه في الدنيا. {اللهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ} أي: من الخير والشر، فيجازيهم عليه ما يستحقون. {إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظّالِمِينَ} أي: إن طردتهم مكذبا لظاهرهم، ومبطلا لإيمانهم؛ فأكون ظالما لهم، ومعاذ الله أن أفعله!.

<<  <  ج: ص:  >  >>