للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خضرة الأرض لا تتسبب عن الرؤية، وإنما تتسبب عن نزول المطر. وأيضا: جواب الاستفهام ينعقد منه شرط، وجزاء. وهنا لا يصح ذلك؛ إذ لا يقال: إن تر إنزال المطر تصبح الأرض مخضرة. انتهى. جمل بتصرف كبير.

{إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ} أي: باستخراج النبات من الأرض رزقا للعباد، والحيوان. {خَبِيرٌ:}

بالتدابير الظاهرة، والباطنة، وخبير بحاجات العباد، وفاقتهم، وخبير بما في قلوب العباد إذا تأخر المطر عنهم. هذا؛ وانظر شرح (الماء) وإعلاله في الآية رقم [٣٠] من سورة (الأنبياء)، وشرح {السَّماءِ} وإعلاله في الآية رقم [٣٢] منها.

الإعراب: {أَلَمْ:} الهمزة: حرف استفهام، وتقرير. (لم): حرف نفي، وقلب، وجزم.

{تَرَ:} مضارع مجزوم ب‍: (لم) وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الألف، والفتحة قبلها دليل عليها، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {أَنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسمها.

{أَنْزَلَ:} ماض، وفاعله مستتر يعود إلى {اللهَ}. {مِنَ السَّماءِ:} متعلقان بمحذوف حال من {السَّماءِ} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا على القاعدة: «نعت النكرة؛ إذا تقدم عليها صار حالا». {السَّماءِ:} مفعول به، وجملة: {أَنْزَلَ..}. إلخ في محل رفع خبر {أَنَّ} و {أَنَّ} واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي الفعل {تَرَ،} والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها. (تصبح): مضارع ناقص. {الْأَرْضُ:} اسمها. {مُخْضَرَّةً:} خبرها، وإن اعتبرت (تصبح) تاما؛ فيكون مخضرة حالا من {الْأَرْضُ،} وجملة (تصبح...) إلخ معطوفة على جملة:

{أَنْزَلَ..}. إلخ فهي في محل رفع مثلها. وهذا على اعتبار (تصبح) بمعنى: أصبحت، وعلى اعتباره مضارعا على ظاهره؛ فالجملة الفعلية في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: فهي تصبح، وهذا الضمير للقصة، وتكون الجملة الاسمية مستأنفة، وعلى الاعتبار الأول؛ فالرابط بالجملة الأولى رابط في الثانية بسبب العطف، والجملة الاسمية: {إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ:} مستأنفة، لا محل لها.

{لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٦٤)}

الشرح: {لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ:} ملكا، وخلقا، وعبيدا، كل ذلك ملك له، لا يشركه فيه أحد. هذا؛ وفي {ما} تغليب غير العاقل على العاقل. {وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ:}

عن عباده غير محتاج إليهم في شيء. {الْحَمِيدُ:} المحمود بكل لسان، الممجد في كل مكان على كل حال، وهو مستحق للحمد في ذاته، تحمده الملائكة، وتنطق بحمده ذرات المخلوقات.

الإعراب: {لَهُ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. {فِي السَّماواتِ:} متعلقان بمحذوف صلة، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {ما:} معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان

<<  <  ج: ص:  >  >>