علما بأنه صلّى الله عليه وسلّم لم يذكر باسمه الصريح في القرآن الكريم، إلا قليلا، ذكر باسم محمد في سورة (آل عمران)، وسورة (الأحزاب)، وسورة (محمد)، وسورة (الفتح)، وذكر باسم أحمد في سورة (الصف)، وذكر باسم طه في سورة (طه)، وذكر باسم ياسين في سورة (يس). هذا؛ والعبد: الإنسان حرّا كان، أو رقيقا، ويجمع على: عبيد، وعباد، وأعبد، وعبدان، وعبدة، وغير ذلك. قال القشيري: لما رفعه الله إلى حضرته السنية، وأرقاه فوق الكواكب العلوية؛ ألزمه العبودية تواضعا للأمة.
أما «كاد» فهو فعل يدل على مقاربة وقوع الفعل بعده، ولذا لم تدخل عليه «أن»؛ لأنه يخلص الفعل للاستقبال، وإذا دخل عليه حرف النفي دل على أن الفعل بعدها وقع، كما في قوله تعالى في سورة (البقرة): {فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ} وإذا لم يدخل عليها حرف النفي، لم يكن الفعل بعدها واقعا، ولكنه قارب الوقوع، والفعل منها واوي العين، ف «كاد» أصله كود بكسر الواو، كخوف، فتحركت الواو، وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفا، فصار: كاد، ويكاد أصله: يكود، كيعلم، فقل في إعلاله: نقلت فتحة الواو إلى الكاف قبلها؛ لأن الحرف الصحيح أولى بالحركة من حرف العلة، ثم يقال: تحركت الواو بحسب الأصل. وانفتح ما قبلها الآن، فقلبت ألفا، فصار يكاد بوزن يخاف، ومصدرها: الكود، كالخوف، وهذا في الناقصة، وأما كاد التامة فهي يائية العين المفتوحة في الماضي، كباع، ومصدره الكيد، كالبيع، ولذا جاء المضارع في القرآن مختلفا، فمن الأول الناقص: قوله تعالى: {يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ} ومن الثاني التام قوله تعالى: {فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً} ومعنى الناقص: المقاربة، ومعنى التام: المكر، والحيلة، والأول ناقص التصرف، ويحتاج إلى مرفوع، ومنصوب، والثاني تام التصرف، ويكتفي بالفاعل، وينصب المفعول به.
فائدة:
قد تأتي كاد بمعنى أراد. قاله محب الدين الخطيب شارح شواهد الكشاف، وجعل منه قول الأفوه الأودي:[البسيط]
والبيت لا يبتنى إلا بأعمدة... ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
فإن تجمّع أسباب وأعمدة... وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا
أي: الذي أرادوا. ومنه قول الآخر:[الكامل]
كدنا وكدت، وتلك خير إرادة... لو عاد من زمن الصّبابة ما مضى
أي: أردنا، وأردت. دليله:(تلك خير إرادة).
تنبيه: شاع على الألسن أن نفي (كاد) إثبات، وإثباتها نفي، ولذا ألغز المعري بقوله:[الطويل]
أنحويّ هذا العصر ما هي لفظة... جرت في لساني جرهم وثمود