للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقديره: أنت. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {سَبِيلاً} كان صفة له... إلخ. {سَبِيلاً:} مفعول به، وجملة: (لن {تَجِدَ..}.) إلخ في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محلّ لها؛ لأنّها لم تحلّ محلّ المفرد، وخبر المبتدأ الذي هو ({مَنْ}) مختلف فيه. فقيل: هو جملة الشرط. وقيل: جملة الجواب.

وقيل: الجملتان، وهو المرجّح عند المعاصرين. والجملة الاسمية: {وَمَنْ..}. إلخ مستأنفة لا محلّ لها.

{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاُقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (٨٩)}

الشرح: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ..}. إلخ؛ أي: تمنّى، وأحبّ المنافقون أن تكونوا مثلهم في الضّلالة. {فَتَكُونُونَ سَواءً} أي: مثلهم، ومساوين لهم في الكفر، والفساد، والإفساد. {فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ..}. إلخ؛ أي: لا توالوهم، ولا تصادقوهم؛ حتّى يؤمنوا الإيمان الكامل، ويحقّقوا إيمانهم بالهجرة، والجهاد في سبيل الله. {فَإِنْ تَوَلَّوْا} عن الإيمان، والهجرة في سبيل الله.

{فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ..}. إلخ؛ أي: خذوهم أسارى، واقتلوهم إن شئتم في أيّ مكان وجدتموهم في حلّ، أو حرم. {فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ..}. إلخ: تأكيد لما قبله، والمعنى: لا تستنصروهم، ولا تستنصحوهم، ولا تستعينوا بهم في أمر من الأمور، ولو بذلوا لكم الولاية، والنّصرة. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

هذا؛ والهجرة على أنواع: الأولى: هجرة المؤمنين في أوّل الإسلام من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنورة. الثانية: هجرة من لم يهاجر مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سبيل الله مخلصين محتسبين.

والهجرة الثالثة: هجرة المؤمنين ما نهى الله عنه، فقد قال سيد الخلق وحبيب الحق صلّى الله عليه وسلّم:

«والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه». وهناك هجرة الظالمين، والفاسدين المفسدين.

هذا؛ و: {سَواءً} مصدر بمعنى الاستواء، فلذا صحّ الإخبار به عن متعدّد. وقيل: هو بمعنى: مستو، وهو لا يثنّى، ولا يجمع. قالوا: هم، وهما سواء، فإذا أرادوا لفظ المثنّى قالوا: سيّان، وإن شئت قلت: سواءان، وفي الجمع: هم أسواء، وهذا كلّه ضعيف، ونادر.

وأيضا على غير القياس: هم سواس، وسواسية، أي: متساويان، ومتساوون. هذا؛ ويأتي بمعنى: الوسط، كما في قوله تعالى في سورة (الصافات) رقم [٥٥]: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ}. ويأتي بمعنى: العدل، كما في قوله تعالى في سورة (الأنفال) رقم [٥٨]: {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ}

<<  <  ج: ص:  >  >>