للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاعتبارين فيها. {وَشَهِدَ:} الواو: حرف عطف. (شهد): فعل ماض. {شاهِدٌ:} فاعله. {مِنْ بَنِي:} متعلقان ب‍: {شاهِدٌ،} أو بمحذوف صفة له، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة، و {بَنِي} مضاف، و {إِسْرائِيلَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة. و {عَلى مِثْلِهِ:}

متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة. هذا؛ وقيل: (مثل) صلة، والتقدير: وشهد شاهد من بني إسرائيل عليه؛ أي: على أنه من عند الله. وانظر الشرح.

وقيل: ليست (مثل) صلة، وكيفية شهادته على نزول مثله أن يقال: إن مثله قد نزل على موسى، فلا تنكروا نزوله على رجل مثله في كونه مصدقا بالمعجزات، فإن التوراة مثل القرآن من حيث الدلالة على أصول الشرع، كالتوحيد، والبعث، والحساب، والجزاء، والثواب، والعقاب، وإن اختلفا في بعض الفروع. انتهى. جمل نقلا من زاده. هذا؛ وجملة: {وَشَهِدَ شاهِدٌ..}. إلخ معطوفة على جملة: {كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ..}. إلخ. انتهى. نسفي.

{فَآمَنَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى الشاهد، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.

{وَاسْتَكْبَرْتُمْ:} فعل وفاعل، والمتعلق محذوف، التقدير: عن الإيمان، والجملة معطوفة على ما قبلها. {إِنْ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهِ:} اسمها. {لا:} نافية. {يَهْدِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى {اللهِ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن». {الْقَوْمَ:} مفعول به. {الظّالِمِينَ:} صفة: {الْقَوْمَ} منصوب مثله، وعلامة نصبه الياء... إلخ، والجملة الاسمية: {إِنْ..}. إلخ مستأنفة، أو معترضة بين المتعاطفتين، لا محلّ لها على الاعتبارين.

{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ (١١)}

الشرح: ذكر القرطبي: أنّ المفسرين اختلفوا في سبب نزول هذه الاية على ستة أقوال، وسردها الزمخشري سردا؛ حيث قال: وهو كلام كفار مكة، قالوا: عامة من يتبع محمدا السّقّاط -يعنون الفقراء مثل: عمار، وصهيب، وابن مسعود-فلو كان ما جاء به خيرا؛ ما سبقنا إليه هؤلاء. وقيل: لما أسلمت جهينة، ومزينة، وأسلم، وغفار؛ قالت بنو عامر، وغطفان، وأسد، وأشجع: لو كان خيرا ما سبقنا إليه رعاة البهم. وقيل: إن أمة لعمر-رضي الله عنه-أسلمت، فكان عمر يضربها حتى يفتر، ثم يقول: لولا أني فترت؛ لزدتك ضربا. وكان كفار قريش يقولون: لو كان ما يدعو إليه محمد حقا؛ ما سبقتنا إليه فلانة. وقيل: كان اليهود يقولونه عند إسلام عبد الله بن سلام وأصحابه. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>