للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محذوف، التقدير: نرزقك ما نشاء، ونحوه، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية تعليل للنفي لا محل لها، أو هي مستأنفة، لا محل لها أيضا. {وَالْعاقِبَةُ:} الواو:

حرف استئناف. (العاقبة): مبتدأ. {لِلتَّقْوى:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{وَقالُوا لَوْلا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٣٣)}

الشرح: {وَقالُوا} أي: كفار مكة. {لَوْلا يَأْتِينا:} هلا يأتينا محمد صلّى الله عليه وسلّم. {بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ} أي: معجزة تدل على صدقه، وذلك كعصا موسى، أو ناقة صالح، أو كالذي اقترحوه من شق الأنهار حول مكة، وتسيير الجبال، وغير ذلك، كما رأيت في الآية رقم [٩٠] من سورة (الإسراء) وما بعدها.

{أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى} يريد: التوراة، والإنجيل، والكتب المتقدمة التي بشرت بمحمد صلّى الله عليه وسلّم. وأيضا ما ذكر فيها من إهلاك الأمم السابقة الذين اقترحوا الآيات فلما أتتهم، ولم يؤمنوا؛ أهلكوا. وأيضا، فإن القرآن الكريم قد جمع بين دفتيه زبدة ما في الكتب المتقدمة من العقائد والأحكام مع أن الآتي بها أمّيّ لم يرها، ولم يتعلم من علمها، أليس في ذلك معجزة باهرة وبرهان ساطع على نبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم؟! والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَقالُوا:} الواو: حرف استئناف. (قالوا): ماض، وفاعله، والألف للتفريق.

{لَوْلا:} حرف تحضيض. {يَأْتِينا:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر تقديره: «هو» يعود إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم، و (نا): مفعول به. {بِآيَةٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنْ رَبِّهِ:} متعلقان بمحذوف صفة (آية) والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {أَوَلَمْ:} الهمزة: حرف استفهام توبيخي. الواو: عاطفة على مقدر يقتضيه المقام، كأنه قيل: ألم تأتهم سائر الآيات، ولم تأتهم خاصة بينة. هذا؛ ويقرأ الفعل بالياء والتاء سبعيتان. {بَيِّنَةُ:} فاعل، وهو مضاف، و {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. هذا؛ ويقرأ «(بينة)» بالتنوين منصوبا ومرفوعا، فالنصب على الحال من {ما} وقد قدمت عليها، والرفع على أنها فاعل، و {ما:} بدل منها، أو خبر مبتدأ محذوف، وتكون الجملة صفة {بَيِّنَةُ}. {فِي الصُّحُفِ:} متعلقان بمحذوف صلة الموصول.

{الْأُولى:} صفة الصحف مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر. هذا؛ والكلام: {لَوْلا..}. إلخ كله في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَقالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>