الشرح:{إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ:} تصدعت وتشققت، وهو مثل قوله تعالى في سورة (الانفطار):
{إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ} قال علي-رضي الله عنه وكرم الله وجهه-: تتشقق من المجرة. والمجرة (بوزن المضرة) باب السماء. وأهل الهيئة يقولون: إنها نجوم صغار مختلطة غير متميزة في الحسن. {وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ} أي: سمعت، وحق لها أن تسمع، وخضعت، وذلت، وحق لها أن تخضع، وتذل، فلم تأب، ولم تمتنع. ومن الأول قول النبي صلّى الله عليه وسلّم:«ما أذن الله لشيء كإذنه لنبيّ يتغنّى بالقرآن». أي: ما استمع الله لشيء. قال قعنب ابن أم صاحب-وهو الشاهد رقم [١١٧٦] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [البسيط]
صمّ إذا سمعوا خيرا ذكرت به... وإن ذكرت بشرّ عندهم أذنوا
جهلا علينا وجبنا من عدوّهم... فبئست الخلّتان الجهل والجبن
إن يسمعوا سبّة طاروا بها فرحا... عنّي وما يسمعوا من صالح دفنوا
وذكر القرطبي البيت الأول، ولم يعزه لأحد، وذكر البيت الثالث، وعزاه إلى قعنب أيضا، مع تغيير فيه كما يلي:[البسيط]
إن يأذنوا ريبة طاروا بها فرحا... وما هم أذنوا من صالح دفنوا
ومن المعنى الثاني، وهو: خضعت، وذلت، وحقّ لها أن تفعل ذلك: قول كثير عزة: [الطويل]
فإن تكن العتبى فأهلا ومرحبا... وحقّت لها العتبى لدينا وقلّت