في الايات السابقة، واللاحقة. هذا؛ وقد ذكر الله هذه الاية بحروفها كاملة في سورة (آل عمران) رقم [١١٦] ولكنها صدرت هناك بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ}. {أَصْحابُ النّارِ:}
بمعنى: مالكيها لملازمتهم لها وعدم انفكاكهم عنها، ويقال مثله {فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ}. {هُمْ فِيها خالِدُونَ:} مقيمون مخالدون، لا يخرجون منها أبدا.
الإعراب:{لَنْ:} حرف نفي، ونصب، واستقبال. {تُغْنِيَ:} فعل مضارع منصوب ب: {لَنْ}.
{عَنْهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {أَمْوالُهُمْ:} فاعله. {وَلا:}(الواو): حرف عطف. (لا): نافية، ويقال: صلة لتأكيد النفي. {أَوْلادُهُمْ:} معطوف على ما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة. {مِنَ اللهِ:} متعلقان بالفعل {تُغْنِيَ،} والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، والجار والمجرور في محل نصب مفعول به. {شَيْئاً:} مفعول مطلق، أو نائب عنه. هذا؛ وجوز أن يكون مفعولا به، وعليه فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال منه، كان صفة له، فلما قدم عليه؛ صار حالا على القاعدة؛ التي ذكرتها مرارا.
{أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له. {أَصْحابُ:} خبر المبتدأ، وهو مضاف، و {النّارِ} مضاف إليه، من إضافة جمع اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {عَنْهُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {فِيها:} جار ومجرور متعلقان ب: {خالِدُونَ} بعدهما. {خالِدُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، أو هي في محل رفع خبر ثان للمبتدأ، أو هي في محل نصب حال من:{أَصْحابُ النّارِ،} أو من:
{النّارِ،} وفيها معنى التأكيد للكلام السابق، والرابط: الضمير على الاعتبارين. وهذه الجملة يكثر ذكرها في كثير من السور.
الشرح:{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً} أي: يحشرهم الله جميعا للحساب، والجزاء، ومثله الاية رقم [٦]. {فَيَحْلِفُونَ لَهُ} أي: فيحلفون لله على أنهم مسلمون، وأنهم كانوا على الهدى، والاستقامة، وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: هو قولهم: {وَاللهِ رَبِّنا ما كُنّا مُشْرِكِينَ} الاية رقم [٢٣] من سورة (الأنعام). {كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ} أي: كما كانوا يحلفون للناس في الدنيا؛ لأن من عاش على شيء مات عليه، وبعث عليه، ويعتقدون: أن ذلك ينفعهم عند الله، كما كان ينفعهم عند الناس، فيجرون عليهم الأحكام الظاهرة. {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ} أي: يظنون أن حلفهم في