بِهِ. وأخواتها تتأخر عن حروف العطف، كما قياس جميع أجزاء الجملة المعطوفة، نحو قوله تعالى:{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ،}{فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ}. هذا مذهب سيبويه، والجمهور، وخالف في ذلك جماعة، أوّلهم الزمخشري، فزعموا: أن الهمزة في الآيات المتقدّمة في محلّها الأصلي، وأن العطف على جملة مقدّرة بينها وبين العاطف، فيقولون:
التقدير في:{أَفَلَمْ يَسِيرُوا..}. إلخ {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً،}{أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ:} أمكثوا، فلم يسيروا في الأرض؟ أنهملكم، فنضرب عنكم؟ أتؤمنون في حياته، فإن مات، أو قتل... إلخ، ويضعف ما في قولهم من التكلف، وأنه غير مطرد في جميع المواضع.
انتهى مغني بتصرف. وانظر الآية رقم [١٦٥] الآتية.
الإعراب:{أَفَمَنِ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري. الفاء: حرف عطف. (من): تحتمل الموصولة، والموصوفة-أي: شخص، أو: إنسان-مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
{اِتَّبَعَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (من)، تقديره: هو. {رِضْوانَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الفعلية صلة (من) أو صفتها، والعائد أو الرابط: رجوع الفاعل إليها. {كَمَنْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، و (من) تحتمل الموصولة والموصوفة أيضا. {باءَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (من). والجملة الفعلية صلة (من)، أو صفتها، والعائد أو الرابط: رجوع الفاعل إليها أيضا. {بِسَخَطٍ:} متعلقان بما قبلهما. {مِنَ اللهِ:} متعلقان ب (سخط) لأنه مصدر، أو بمحذوف صفة له، والجملة الاسمية مستأنفة، أو هي معطوفة على جملة محذوفة، التقدير: يستوي الأمران، أو: الشخصان... إلخ، والمعتمد الأوّل.
{وَمَأْواهُ:} الواو: واو الحال. ({مَأْواهُ}): مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمّة مقدرة على الألف للتعذّر، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، وفي المعنى فاعله جهنّم، التي هي خبره في الظّاهر، والجملة الاسمية في محل نصب حال من فاعل {باءَ} المستتر، والرابط: الواو، والضمير. {وَبِئْسَ:} الواو: حرف استئناف. ({بِئْسَ}):
فعل ماض جامد لإنشاء الذّم، {الْمَصِيرُ:} فاعله، والمخصوص بالذم محذوف، التقدير: هي جهنم، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، ولا يجوز عطفها على ما قبلها؛ لأنها إنشائية، والإنشاء لا يكون حالا.
الشرح: أي: هم درجات متفاوتة، ومختلفو المنازل عند الله، فلمن اتّبع رضوانه الكرامة، والثواب العظيم، ولمن باء بسخط منه المهانة، والعذاب الأليم، بل هم على درجات، أو في درجات على حسب أعمالهم، فالأعمال الصّالحة ليست بدرجة واحدة، من النّفع، والحسن،