للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير هذا تليق بالمقام أكثر من هذا، منها الصديد، والقيح، وعكر الزيت المغلي، وعكر القطران المغلي أيضا وغير ذلك. {كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} أي: كما يغلي الماء الحار الشديد الحرارة.

فعن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في قوله تعالى: {كَالْمُهْلِ} قال:

«كعكر الزيت، فإذا قرب إلى وجهه؛ سقطت فروة وجهه فيه». أخرجه الترمذي. وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قرأ هذه الآية: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [١٠٢] من سورة (آل عمران)، ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لو أنّ قطرة من الزقوم قطرت في الدنيا، لأفسدت على الناس معايشهم، فكيف بمن تكون طعامه؟!». أخرجه الترمذي.

خاتمة:

وفي القاموس المحيط: الزّقم: اللّقم، والتّزقّم: التّلقّم، وأزقمه، فازدقمه: أبلعه، فابتلعه، والزّقّوم كتنّور، الزّبد بالتمر، وشجرة بجهنم، ونبات بالبادية له زهر ياسميني الشكل، وطعام أهل النار، وشجرة بأريحاء من الغور، لها ثمر كالتمر، حلو عفص، ولنواه دهن عظيم المنافع، عجيب الفعل في تحليل الرياح الباردة، وأمراض البلغم، وأوجاع المفاصل، والنّقرس، وعرق النّسا، والريح اللاحجة في حقّ الورك، يشرب منه زنة سبعة دراهم، ثلاثة أيام، أو خمسة أيام، وربما أقام الزّمنى، والمقعدين، ويقال: أصله الإهليلج الكابليّ، نقلته بنو أمية، وزرعته بأريحاء، ولما تمادى الزمن غيرته أريحاء عن طبع الإهليلج والزّقمة، والطاعون. انتهى. بحروفه.

الإعراب: {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {شَجَرَةَ:} اسمها، وهو مضاف، و {الزَّقُّومِ:}

مضاف إليه. {طَعامُ:} خبر {إِنَّ} مرفوع، وهو مضاف، و {الْأَثِيمِ:} مضاف إليه.

{كَالْمُهْلِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر ثان، أو هما متعلقان بمحذوف خبر مبتدأ محذوف، التقدير: هو كالمهل، وتعود الجملة الاسمية هذه في محل رفع خبر ثان ل‍: {إِنَّ،} وإن اعتبرت الكاف اسما؛ فالمحل لها على الاعتبارين، وتكون مضافة، و (المهل): مضاف إليه، ولا يجوز اعتبار الحالية من: {طَعامُ} لأنه لا عامل فيها إذا ذاك. {يَغْلِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى: (الطعام)، أو {الزَّقُّومِ،} لا (المهل)؛ إذ الأظهر: أنّ الجملة حال من أحدهما، ويؤيد رجوع الفاعل إلى:

{الزَّقُّومِ،} قراءة الفعل بالتاء. {فِي الْبُطُونِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {كَغَلْيِ:} متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف، التقدير: يغلي غليا مثل غلي الحميم، و (غلي) مضاف، و {الْحَمِيمِ} مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله.

{خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ (٤٧)}

الشرح: {خُذُوهُ:} يقال للزبانية: خذوا الأثيم. {فَاعْتِلُوهُ} أي: جروه وسوقوه. والعتل:

أن تأخذ بتلابيب الرجل، فتعتله؛ أي: تجره إليك لتذهب به إلى حبس، أو بلية. يقال: عتلت

<<  <  ج: ص:  >  >>