للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر فيه تقديره: «أنت». {هُوَ الرَّحْمنُ:} مبتدأ، وخبر، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {آمَنّا:} فعل، وفاعل. {بِهِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية في محل نصب حال من {الرَّحْمنُ،} والرابط: الضمير فقط، وهي على تقدير: «قد» قبلها. وقيل:

الجملة في محل رفع خبر ثان للمبتدأ، وجملة: {وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا} معطوفة عليها، فهي في محل نصب حال مثلها. {فَسَتَعْلَمُونَ:} (الفاء): حرف استئناف، وقيل: الفصيحة. ولا وجه له.

(السين): حرف تنفيس، واستقبال. (تعلمون): فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله.

{الرَّحْمنُ:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. {هُوَ:} مبتدأ. {فِي ضَلالٍ:}

متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. {مُبِينٍ:} صفة {ضَلالٍ،} والجملة الاسمية صلة الموصول، لا محل لها. هذا هو الإعراب الظاهر، وفي الحقيقة {الرَّحْمنُ} اسم استفهام مبتدأ، والفعل قبله معلق على العمل لفظا بسببه، و {هُوَ} ضمير فصل لا محل له، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر {الرَّحْمنُ،} والجملة الاسمية في محل نصب سدت مسد مفعول (تعلمون)، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها.

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (٣٠)}

الشرح: {قُلْ:} خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم. {أَرَأَيْتُمْ:} أخبروني يا معشر قريش، فإن الخطاب لهم.

{إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً}. أي: غائرا ذاهبا في الأرض، لا تناله الدلاء، ولا تأتي به الفؤوس الحداد، ولا السواعد الشداد. وكان ماؤهم من بئرين: بئر زمزم، وبئر ميمون. هذا؛ وتأويل المصدر {غَوْراً} ب‍: «غائرا» لا بد منه؛ لأنه لا يخبر بالمصدر عن الجثة، فلا يقال: ماؤكم غور، ولا أنتم قيام. {فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ} أي: جار، فلا بد لهم من أن يقولوا: لا يأتينا به إلا الله تعالى، فقل لهم: لم تشركون به من لا يقدر على أن يأتيكم بماء معين؟! هذا؛ و {مَعِينٍ} جار ظاهر للعيون، يقال: معين، ومعن، كما يقال: رغيف، ورغف، فهو فعيل من: معن الماء: إذا جرى، أو من الماعون، وهو المنفعة؛ لأنه نفّاع، أو هو مفعول من: عانه إذا أدركه بعينه؛ لأنه لظهوره مدرك بالعيون، جار على وجه الأرض. والمعنى: لا يقدر على ذلك إلا الله عز وجل، فمن فضله، وكرمه، وجوده، وإنعامه أنعم عليكم بالمياه، وأجراه في سائر أقطار الأرض، بحسب ما يحتاج العباد إليه من القلة، والكثرة، والله لطيف بعباده، فلله الحمد والمنة على هذه النعمة.

وينبغي لمن يسمع هذه الآية أن يقول: يأتي به الله رب العالمين. ولا تنس قوله تعالى في سورة (المؤمنون) رقم [١٨]: {وَإِنّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ}. وانظر شرحها هناك؛ فإنه جيد والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>