للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في محل نصب حال من كاف الخطاب، والرابط الضمير فقط، والعامل: اسم الاستفهام لما فيه من معنى الفعل. {بَلْ:} حرف عطف وانتقال. {هُمُ:} مبتدأ. {الْيَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بما بعده. {مُسْتَسْلِمُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع... إلخ، والكلام: {فَاهْدُوهُمْ..}. إلخ كله في محل نصب مقول القول لقول محذوف، فإنه من قول الله تعالى للملائكة مثل سابقه.

{وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٢٧)}

الشرح: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ} يعني: الرؤساء، والأتباع، أو الكفرة والقرناء. {يَتَساءَلُونَ:}

يسأل بعضهم بعضا للتوبيخ، ولذلك فسر ب‍: يتخاصمون. وهذه الآية مذكورة بحروفها في سورة (الطور) رقم [٢٥]، وانظرها برقم [٥٠] من هذه السورة أيضا. هذا وقد قال تعالى في الآية رقم [١٠٢] من سورة (المؤمنون): {فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ}. والجواب عن ذلك: أن آية (الطور) تنص على أن التساؤل إنما يكون في الجنة بلا ريب بدليل الآيات؛ التي قبلها، والتي بعدها، والآية هنا تنص على أن التساؤل إنما يكون يوم القيامة بدليل الآيات التي قبلها، وهي تعارض آية (المؤمنون) التي تنفي التساؤل فيما بينهم، وقد قال ابن عباس -رضي الله عنهما-في حل هذا التعارض: إن للقيامة أحوالا، ومواطن، ففي موطن يشتد عليهم الخوف فيشغلهم عظم الأمر عن التساؤل، فلا يتساءلون، وفي موطن يفيقون إفاقة فيتساءلون. انتهى. خازن من سورة (المؤمنون). أقول: ومخاصمة الكفار بعضهم بعضا، ولوم بعضهم بعضا يوم القيامة قد ذكر في كثير من آيات القرآن الكريم، انظر الآية رقم [٣١] من سورة (سبأ) وما بعدها. والله أعلم بمراده وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَأَقْبَلَ:} الواو: حرف استئناف. (أقبل): فعل ماض. {بَعْضُهُمْ:} فاعل، والهاء في محل جر بالإضافة، {عَلى بَعْضٍ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها.

{يَتَساءَلُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من: {بَعْضُهُمْ،} والرابط: الضمير فقط.

{قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ (٢٨)}

الشرح: {قالُوا} أي: قال الأتباع للمتبوعين. {إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ} أي: عن أقوى الوجوه وأيمنها، أو عن الدين، أو عن الخير، كأنكم تنفعوننا نفع السانح، فتبعناكم، وهلكنا معكم، مستعار من يمين الإنسان، الذي هو أقوى الجانبين، وأشرفهما، وأنفعهما؛ ولذلك يسمى: يمينا، ويسمى بالسانح. أو: عن القوة، والقهر، فتقسروننا على الضلال. أو: على الحلف، فإنهم كانوا يحلفون لهم: أنهم على الحق. انتهى. بيضاوي. وقال القرطبي ما يشبهه،

<<  <  ج: ص:  >  >>