للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمعدية، فقد روى الترمذي-رحمه الله تعالى-من حديث عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-:

قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «كلوا الزّيت وادّهنوا به فإنّه من شجرة مباركة».

وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: في الزيتونة منافع: يسرج بزيتها، أي يستضاء به، وهو إدام، ودهان، ودباغ، ووقود يوقد بحطبه، وتفله، وليس فيه شيء إلا وفيه منفعة حتى الرماد يغسل به الإبريسم، أي: الحرير بكسر الراء، والسين، وفتحهما لغتان، وهي أول شجرة نبتت في الدنيا، وأول شجرة نبتت بعد الطوفان، وتنبت في منازل الأنبياء، والأرض المقدسة، ودعا لها سبعون نبيا بالبركة، منهم إبراهيم، ومنهم محمد صلّى الله عليه وسلّم، فإنه قال: «اللهمّ بارك في الزّيت، والزّيتون». قاله مرتين. انتهى. قرطبي من تفسير سورة (النور)، وانظر الآية رقم [٣٥] من سورة (النور).

الإعراب: {وَشَجَرَةً:} معطوف على جنات، ويقرأ بالرفع على اعتباره مبتدأ خبره محذوف، التقدير: ومما أنشئ لكم به شجرة، أو: وهناك شجرة. {تَخْرُجُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى (شجرة)، والجملة صفة (شجرة). {مِنْ طُورِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و {طُورِ} مضاف، و {سَيْناءَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف، وانظر الشرح. {تَنْبُتُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى (شجرة)، ومفعوله محذوف. {بِالدُّهْنِ:}

متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر، وتقدير الكلام: تنبت جناها، أو ثمرها مصحوبا بالدهن، وانظر الشرح لأوجه القراآت، والجملة الفعلية في محل صفة ثانية ل‍: (شجرة)، أو في محل نصب حال منها بعد وصفها بما تقدم. (صبغ): معطوف على لفظ (الدهن)، وهو في المعنى مفعول به. {لِلْآكِلِينَ:} متعلقان ب‍: (صبغ)، أو بمحذوف صفة له.

{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٢١) وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٢٢)}

الشرح: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً} أي: في خلق الأنعام، والتفكر فيها للدلالة على قدرة الله تعالى. هذا؛ وواحد {الْأَنْعامِ:} نعم، وهو يطلق على الإبل خاصة، فيكون الجمع من باب التغليب غلب الإبل على البقرة، والغنم. والأنعام تؤنث كما في هذه الآية، وكما في الآية رقم [٥] من سورة (النحل) تبعا للمعنى، فإن الأنعام جمع كما رأيت، ولذلك عده سيبويه -رحمه الله تعالى-في المفردات المبنيّة على أفعال، كأخلاق، وكقولهم: ثوب أكياش. هذا؛ وذكّر في الآية رقم [٦٦] من سورة (النحل) تبعا للفظ، انظر شرحها، فإنه جيد.

{وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ:} في ظهورها، وأصوافها، وأوبارها، وأشعارها. {وَمِنْها تَأْكُلُونَ} أي: من لحومها بعد ذبحها. {وَعَلَيْها} أي: على الأنعام، والمراد به: الإبل؛ لأنها هي التي يحمل عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>