للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَعَلَى الْفُلْكِ} أي: السفن التي تجري في البحر. {تُحْمَلُونَ} أي: في أسفاركم، فالإبل للبر، والسفن للبحر.

هذا؛ وانظر شرح (الفلك) في الآية رقم [٦٦] من سورة (الإسراء)، أما {نُسْقِيكُمْ} فهو من الرباعي: «أسقى»، ويقرأ بفتح النون على أنه من الثلاثي: «سقى»، وهما بمعنى واحد، تقول:

سقى الله هذه البلاد الغيث، وأسقاها الغيث، فيكون بالهمز تارة، وبدونه أخرى، وشاهد المهموز قوله تعالى: {وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً} وشاهد غير المهموز قوله تعالى: {وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً} ويحتملهما قوله تعالى: {وَسُقُوا ماءً حَمِيماً} وقوله تعالى: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (٢٥) خِتامُهُ مِسْكٌ} وقد ورد في قول لبيد-رضي الله عنه-اللغتان جميعا: [الوافر]

سقى قومي بني مجد وأسقى... نميرا والقبائل من هلال

ولكنه حذف المفعول الثاني من كليهما، وفرق الأعلم بينهما، فقال: تقول: سقيتك ماء:

إذا ناولته إياه يشربه، وتقول: أسقيتك: إذا حصلت له سقيا.

تنبيه: جملة ما ذكره الله في الآيات المتقدمة من أول السورة إلى هنا من الدلائل على قدرته أربعة أنواع: الأول: الاستدلال بتقلب الإنسان في أطوار الخلقة، وهي تسعة آخرها:

{تُبْعَثُونَ}. النوع الثاني من الأدلة: خلق السموات، وأشار له بقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ}. النوع الثالث: إنزال الماء، وأشار له بقوله: {وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً}. النوع الرابع:

الاستدلال بأحوال الحيوانات، وأشار له بقوله: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ..}. إلخ. وأحوال الحيوان أربعة مذكورة في الآية. انتهى. جمل نقلا من الرازي.

الإعراب: {وَإِنَّ:} الواو: حرف استئناف. (إنّ): حرف مشبه بالفعل. {لَكُمْ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {فِي الْأَنْعامِ:} متعلقان بمحذوف خبر ثان، أو بالخبر المحذوف، أو بمحذوف حال من الضمير المستتر فيه. {لَعِبْرَةً:} اللام: لام الابتداء. (عبرة): اسم (إنّ) مؤخر، والجملة الاسمية: {وَإِنَّ لَكُمْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {نُسْقِيكُمْ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر تقديره: «نحن»، والكاف مفعول به أول، والمفعول الثاني محذوف صرحت به آية (النحل) المذكورة في الشرح. {مِمّا:} متعلقان بالفعل قبلهما. {فِي بُطُونِها:} متعلقان بمحذوف صلة الموصول، و (ها): في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية: {نُسْقِيكُمْ..}. إلخ في محل نصب حال من كاف الخطاب المجرورة محلا باللام، أو من الأنعام، والرابط: الضمير على الاعتبارين، أو هي مستأنفة، لا محل لها. {لَكُمْ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {فِيها:} متعلقان بالخبر المحذوف، أو بمحذوف خبر ثان، أو بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف. {مَنافِعُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية السابقة على جميع الاعتبارات فيها. {كَثِيرَةٌ:} صفة {مَنافِعُ}. (منها):

<<  <  ج: ص:  >  >>