للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنهما-. قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول وهو قائم على المنبر: «إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أعطي أهل التوراة التوراة، فعملوا بها؛ حتى انتصف النهار، ثم عجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أعطي أهل الإنجيل الإنجيل، فعملوا به حتى صلاة العصر، ثمّ عجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أعطيتم القرآن، فعملتم به حتى غربت الشمس، فأعطيتم قيراطين قيراطين. قال أهل التوراة: ربّنا هؤلاء أقلّ عملا، وأكثر أجرا! قال: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا. فقال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء».

وفي رواية: «فغضبت اليهود، والنصارى، وقالوا: ربنا...». الحديث. انتهى.

الإعراب: {يا أَيُّهَا:} (يا): أداة نداء تنوب مناب: أدعو. (أيها): نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب بأداة النداء، (وها): حرف تنبيه لا محل لها، أقحم للتوكيد، وهو عوض من المضاف إليه. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدل من (أيها)، وجملة: {آمَنُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها. {اِتَّقُوا:} أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {اللهَ:} منصوب على التعظيم، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية كالجملة الندائية قبلها، وجملة: {وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ:} معطوفة عليها، لا محل لها مثلها. {يُؤْتِكُمْ:} فعل مضارع مجزوم لوقوعه جوابا للطلب، وجزمه عند الجمهور بشرط محذوف، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل يعود إلى الله تقديره: «هو»، والكاف مفعول به أول. {كِفْلَيْنِ:} مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الفعلية لا محل لها. {مِنْ رَحْمَتِهِ:} متعلقان بمحذوف صفة {كِفْلَيْنِ}.

{وَيَجْعَلْ:} الواو: حرف عطف. (يجعل): معطوف على {يُؤْتِكُمْ،} والفاعل يعود إلى (الله).

{لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {نُوراً:} مفعول به. {تَمْشُونَ:} فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله. {بِهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية في محل نصب صفة {نُوراً}. {وَيَغْفِرْ:} الواو: حرف عطف. (يغفر): فعل مضارع معطوف على (يجعل). {لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان به، والفاعل يعود إلى (الله) أيضا، والجملة الاسمية: {وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} مستأنفة، لا محل لها.

{لِئَلاّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلاّ يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢٩)}

الشرح: {لِئَلاّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ} المعنى: ليعلم أهل الكتاب. قال قتادة-رحمه الله تعالى-: حسد أهل الكتاب المسلمين، فنزلت الاية الكريمة. وقال مجاهد-رحمه الله تعالى-:

<<  <  ج: ص:  >  >>