الإعراب:{وَلِلّهِ:} الواو: حرف استئناف. (لله): متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مُلْكُ:}
مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها، و {مُلْكُ} مضاف، و {السَّماواتِ} مضاف إليه. {وَالْأَرْضِ:} معطوف على ما قبله. {يَغْفِرُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى الله. {لِمَنْ:}
جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. و (من) تحتمل الموصوفة، والموصولة. فهي مبنية على السكون في محل جر باللام، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: للذي، أو لشخص يشاؤه الله، وجملة:{وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ} معطوفة على ما قبلها، فهي مثلها مستأنفة، لا محلّ لها، وإعرابها واضح، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من لفظ الجلالة؛ فلست مفندا. وجملة:{وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً} في محل نصب حال من فاعل {يَغْفِرُ} و (يعذب) والرابط: الواو، وإعادة لفظ الجلالة، وإن اعتبرتها مستأنفة؛ فلا محل لها.
الشرح:{سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ} أي: الذين تخلفوا عن الحديبية حين خرج الرسول صلّى الله عليه وسلّم معتمرا، وحصل ما حصل في ذلك الخروج. {إِذَا انْطَلَقْتُمْ} أي: خرجتم من المدينة، وتوجهتم إلى مكة أيها المؤمنون. {إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها:} يعني: غنائم خيبر. وذلك: أنّ المؤمنين لما انصرفوا من الحديبية على صلح من غير قتال، ولم يصيبوا شيئا من الغنائم، وعدهم الله عزّ وجل فتح خيبر، وجعل غنائمها لمن شهد الحديبية خاصة عوضا عن غنائم أهل مكة؛ حيث انصرفوا عنهم، ولم يصيبوا منهم شيئا.
{ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ} يعني: إلى خيبر، فنشهد معكم قتال أهلها. وفي هذا بيان كذب المتخلفين عن الحديبية؛ حيث قالوا:{شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا} إذ لم يكن لهم هناك طمع في غنيمة، وهنا قالوا:{ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ} يعني: إلى خيبر، فنشهد معكم قتال أهلها.
{يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ} يعني: يريدون أن يغيروا، ويبدلوا مواعيد الله لأهل الحديبية حيث وعدهم غنيمة خيبر لهم خاصة من غاب منهم ومن حضر، ولم يغب منهم عن خيبر غير جابر ابن عبد الله، فقسم له رسول الله كسهم من حضر. قال ابن إسحاق: وكان المتولي للقسمة بخيبر جبار بن صخر الأنصاري من بني سلمة، وزيد بن ثابت من بني النجار، كانا حاسبين، قاسمين.
{قُلْ} أي: قل لهم يا محمد {لَنْ تَتَّبِعُونا} أي: إلى خيبر. {كَذلِكُمْ قالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ} يعني: من قبل مرجعنا إليكم: إن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية، ليس لغيرهم فيها نصيب. هذا؛